الاستقرار قدرة نووية

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال انعقاد مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، وبينما كان المسؤول عن وكالة الطاقة النووية يتحدث عن أهمية هذه الطاقة، تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً: إن الاستقرار قدرة نووية لأي دولة. وهذه العبارة العميقة الدلالة تعكس رؤية الرئيس لعناصر القوة الحقيقية للدولة، وانطلاقاً من هذه القناعة الراسخة لديه.

فإن السيسي يسابق الزمن للوصول بمصر إلى محطة الدول الكبرى، التي تخلفت عنها بسبب حالة الركود والانكماش، التي أدخلتها فيها عقود التراجع الأربعة الماضية. ويرصد المراقبون أن الاستقرار من أولويات عناصر القوة، التي يعمل على تحقيقه بتوفير حياة كريمة للمواطنين تؤمن لهم الاستقرار.

الذي هو بمثابة أقوى وأمضى سلاح ضد كل أنواع الأعداء، وطاقة باستطاعتها مواصلة البناء بتحدي كل العوائق والمصاعب، فمن يتابع ما تحقق في السنوات القليلة الماضية من إنجازات في شتى المجالات لا يملك إلا الوقوف منبهراً، من نقل المواطنين من قلب العشوائيات الخانقة إلى مساكن آدمية، وهو أول متطلبات الاستقرار.

وكذلك الطرق الجديدة التي تربط أنحاء الوطن، شماله بجنوبه وشرقه بغربه في زمن قياسي، إضافة إلى مشروعات السكة الحديد، التي كانت متهاوية فعلاً، والمترو وسيارات النقل العام، ما يوفر الوقت المهدر نتيجة سوء أحوال الطرق ونقص وسائل النقل العام. من جهة ثانية.

وفي إطار تحقيق استقرار البلد، تم التوسع في الأراضي الزراعية مثل المليون ونصف مليون فدان في الفرافرة، إضافة إلى الصوب الزراعية بغية تأمين الحاجات الغذائية كعنصر لا بديل عنه لتوفير الغذاء.

وهو شرط أساسي لتأمين الاستقرار، كما يعمل الرئيس على إعادة فتح وتشغيل المصانع الكبرى، التي عصف بها الإهمال المتعمد، تحت ستار الخصخصة، ويؤكد الرئيس أهمية القطاع الخاص الحيوية، شرط أن يقوم هذا القطاع بدوره المطلوب بالمساهمة في توفير فرص عمل، وتحقيق الإنتاج المرجو، والذي يسهم بدوره في ترسيخ الاستقرار.

كما شدد الرئيس على أهمية التعليم والتكنولوجي منه، لمواكبة العصر وحتى تعوض مصر سنوات إهمال هذا العنصر الذي لا بد منه، لتعود مصر إلي مكانها ومكانتها، وشدد خاصة على أهمية القوى الناعمة المصرية التي تراجعت تراجعاً محزناً والتي هي بمثابة جيش حقيقي بقوة لا يستهان بها في نشر الإشعاع الإبداعي لمصر في الوطن العربي، بل وفي العالم، مثلما حدث في الأدب والسينما والمسرح.

ولا تزال أسماء ملك الرواية العربية نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للآداب، وكوكب الشرق أم كلثوم ذات الصوت الذي لا مثيل له، والمخرجان العالميان يوسف شاهين وصلاح أبوسيف والنجمان العالميان جميل راتب وعمر الشريف، وأمير القلوب الدكتور مجدي يعقوب والقائمة طويلة لن يكون آخرها الدكتور فاروق الباز، الذي أطلقت وكالة ناسا للفضاء اسمه على كويكب، والدكتور الراحل أحمد زويل مخترع الفمتو ثانية.

وما يجري في مصر الآن يبشر بأن المحروسة، التي أكد السيسي أنها أم الدنيا وستكون قد الدنيا، ستعيد للشباب الأمل في الابتكار والإبداع واقتحام كل المجالات التي تليق بمصر وتاريخها الممتد لآلاف السنين. وأعتقد أن من أبرز عوامل الاستقرار الاعتراف بمكانة المرأة واحترامها، بعد الخطاب الظلامي الذي كان يستهدفها.

إن مؤتمر شرم الشيخ للشباب فتح أبواب الأمل وأسس لعلاقات سوية بين مصر ودول العالم، لا سيما محيطها العربي والإفريقي، وهو يُعد صفحة ناصعة وواعدة في سجل الاستقرار، الذي هو قدرة نووية لأي دولة، وهو ما يؤمن به ويسعى إلى تحقيقه الرئيس السيسي.

 

 

Email