مفكرة الرئيس السيسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حفلت مفكرة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال انعقاد النسخة الثالثة لمنتدى الشباب العالمي بمدينة السلام «شرم الشيخ» بثراء الفكرة والقضية والوضوح في المواقف والقضايا، تحدث بصراحة وقوة وعمق. تفاعله مع الشباب انطلق من إيمانه الكامل بأنهم صناع وقادة المستقبل، فتح أمامهم فضاء الحوار وتبادل النقاش بين الأجيال المختلفة القادمة من دول العالم.

مشاهدات عدة تستوقفك، بعضها إنساني، وبعضها إبداعي، وبعضها سياسي، شيء مهم أن تتعرف على ثقافات جديدة وتجارب مختلفة، لكن من المهم أيضاً التأكيد على أن قضايا النقاش بالمنتدى لم تكن عادية، هموم المنطقة كسرت حاجز الصمت، وفتحت المسكوت عنه في ملفات عدة، التحديات التي يمر بها الإقليم كانت مطروحة على طاولة النقاش من خلال ورش العمل وجلسات الاستماع ومداخلات الشباب والكبار من المشاركين بهدف التوصل إلى رؤى أفضل للتعايش المشترك، ونشر قيم التسامح، ووقف التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس.مصر حريصة أن تقول للعالم إن الحوار هو السبيل الوحيد للتنمية، بعيداً عن الصراعات والحروب.

على مدار أيام المنتدى جاءت رسائل الرئيس السيسي لتضع شباب العالم أمام واقع التحديات التي تعيشها مجتمعاتهم وكيفية مواجهتها والعبور منها. وسط عشرات القضايا التي تناولتها مفكرة الرئيس كانت لي هذه المشاهدات التي توقفت أمامها وفي مقدمتها مفهوم الدولة الوطنية.

فمنذ أحداث ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 وشهدت الدولة الوطنية تدخلات أجنبية أضرت بها ضرراً بالغاً، بل وقامت بتأليب وتقسيم الشعوب على بعضها، وكانت النتيجة هي التي تعيشها الآن سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان، وهذه التدخلات أدت - من بين مساوئها - إلى توسيع رقعة التنظيمات الإرهابية استغلالاً لهذه الأوضاع، وهنا علينا الانتباه إلى أن المخطط نجح في ضرب الوعي لدى المواطن، ومن ثم نجح أيضاً في خلخلة الدولة الوطنية لتتحقق المؤامرة في المنطقة، وبالتالي فإن الدروس المستفادة الآن تفرض ضرورة الحفاظ على تماسك واستقرار مشروع الدولة الوطنية في المنطقة، وعدم السماح لأي قوى خارجية بالعبث بمقدرات الدول العربية.

أيضاً من بين القضايا والملفات التي تصدرت عناوين مفكرة الرئيس السيسي أثناء النقاش، جاءت بشأن التطورات الأخيرة في السودان وليبيا إذ أكد السيسي بأنهما يمثلان العمق الاستراتيجي لمصر، وأن القاهرة لن تتهاون أبداً، ولن يتم السماح لأحد بأن يسيطر عليهما، فهما أمن قومي مباشر، هذا فضلاً عن أن هناك قضايا محورية كانت حاضرة بقوة مثل الدور الذي تلعبه دول الساحل والصحراء في أفريقيا لمواجهة الإرهاب، وضرورة دعمها ومساندتها النجاح في مكافحة هذا الخطر الذي يهدد الغرب الأفريقي سيما أن مصر معنية في أفريقيا بإطفاء الأزمات وحل المشكلات، وهو خط تتبناه السياسة المصرية تجاه أشقائها في أفريقيا والمنطقة العربية.

قضايا عدة شارك فيها شباب العالم ليقف على واقع الأمور، لكن القاسم المشترك للحوارات والنقاشات كان هو النظرة المستقبلية لكيفية التعامل مع تلك التحديات، وبالتالي كان طبيعياً أن تأخذ قضايا مثل «الذكاء الاصطناعي» والتحول الرقمي مساحات واسعة من اهتمامات الرئيس السيسي، والتحذير من خطورة الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال الحديثة.

اللافت للنظر أن التحديات الذكية المقبلة تصب في صالح تمكين الشباب فهؤلاء أحد أكبر القوى الدافعة التي تعمل على صياغة المستقبل، إذ يشكلون نسبة 21% من إجمالي تعداد سكان العالم؛ وهي النسبة الأكبر في التاريخ طبقاً لتقديرات السكان لعام 2019 حسب عدد الشباب في الفئة العمرية (من 18 إلى 29 سنة).

 

 

Email