ألاعيب أردوغان وطموحاته المدمرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل في الصحافة العالمية التحليلات والتعليقات بصدد ردود فعل بعض دول حلف شمال الأطلسي حيال تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العدوانية والمخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية، وخاصة عدوانه المسلح على سوريا وابتزازه باستخدام الإرهابيين الذين نزحوا مع قواته من الشمال السوري بإرسالهم إلي دولهم الأصلية إذا لم تدفع له هذه الدول مليارات الدولارات.

وطغى ما سمّي بالاتفاق بين أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج والذي أثار استياء عالمياً، حيث اخترع أردوغان حدوداً بحرية بين أنقرة وطرابلس، متجاهلاً وجود جزيرة قبرص وجزيرة كريت، في البحر الأبيض المتوسط طمعاً في ثروات الغاز التي يبشر استغلالها بنقلة اقتصادية هائلة لدوله.

وقد لفت انتباه المراقبين الدوليين تعليق الإدارة الأمريكية على هذا الاتفاق الغريب والذي يشكل عدواناً صريحاً على حقوق الدول المشاطئة وبعضها أعضاء في حلف الناتو، حيث اعتبرت واشنطن أن الاتفاق التركي الليبي (استفزازي)!!!.

من جهة ثانية سجلت الكاميرات تعبير الاستياء على وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عدوان أردوغان على الشمال السوري، ضارباً عرض الحائط بالقانون الدولي، كما أن ترامب اجتمع على انفراد مع أردوغان أثناء انعقاد مؤتمر الحلف في لندن أواخر الشهر الماضي..ويتساءل البعض عن مدى تأثير تصرفات أردوغان العدوانية علي مستقبل الناتو الذي يضم دولاً من الاتحاد الأوروبي تضررت من اتفاق أردوغان مع السراج خاصة قبرص واليونان.

أيضا تكاد تجمع الآراء على أن خطوة أردوغان تهدد بتصدع الحلف من جهة وقد تشعل حرباً في الشرق الأوسط لا يعلم مداها إلا الله..والرئيس التركي مسكون بلوثة السيطرة على الوطن العربي وهو يعلن بصفاقة منقطعة النظير، أن ليبيا هي« إرث أجداده»!

وذكر محللون كبار بمخطط تفتيت الوطن العربي، تحت مسمى الشرق الأوسط الكبير، الذي كان أردوغان إحدى أدواته بالاتفاق مع أطراف دولية كبرى، وتوهم أردوغان ومن يستخدمونه، أن حلــمه بإعادة الاحتلال التركي البغيض الذي أطلقوا عليه اسم، الخلافة العثمانية، قد بات قريب المنال بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم في مصر، غير أن ثورة يونيو، التي شارك فيها ما بين خمسة وثلاثين وأربعين مليون مصري، قد أطاحت بكافة الأطماع الشريرة.

كابوس عودة سيطرة الأتراك بدعوى إعادة الخلافة، وكأن مصر ليست دولة تدين أغلبية مواطنيها الساحقة بالإسلام! غير أن اتفاق أردوغان السراج، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل مجرد لص طامع في ثروات الدول العربية، وهو يعلم بالتأكيد أنه لا حدود بين تركيا وليبيا.

الأهم، إن السراج لا يملك صلاحية توقيع أي اتفاق بشأن ليبيا، كما أوضح مجلس النواب الليبي، ومن جهة ثانية، فإن معظم الأراضي الليبية هي خارج سيطرة السراج الذي قد يطيح به الجيش الليبي بمساندة الشعب، ويطرد هذا الرجل الذي أراد تسليم ليبيا وثرواتها لبهلول اسطنبول المهدد بطرده من حكم تركيا..المؤكد أن المخطط المعادي لمصر مازال مستمراً، بل ازداد جنون الأعداء من تحقيق إنجازات غير مسبوقة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد ثورة يونيو والذي يحلق بمصر إلى أعلى سماء لتكون، كما حلم بذلك، في مكانها ومكانتها، وضمن رسائله للآغا التركي،(إن العفي لا يستطيع أحد أن يأخذ لقمته).

 

 

Email