لن يهدأ الأعداء

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انخرطت في عالم الإعلام وأنا أرصد تعارضاً بل تناقضاً لمصطلحات البعض مع الواقع، فنحن نقرأ ونسمع عن احترام حقوق الدول في سلامة أراضيها، مع ذلك إذا دافع مواطن عن وطنه ضد عدوان خارجي يصمونه وفق المزاج والمعايير، بالإرهاب بينما يعتبرون العدوان دفاعاً عن النفس، وهو ما نعيشه منذ إقامة إسرائيل بدعاوى كثيرة كلها باطلة، وقد ظلت الدولة الغربية الكبرى، بريطانيا في مرحلة ثم تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، تساند اعتداءات إسرائيل، مهما كانت وحشيتها، وصب جام الغضب والإدانة على الضحايا، كما شاهدنا ما لم يسبق من تجاوزات في التاريخ، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، مخالفاً بذلك كل القوانين والقرارات الدولية، وبعدها بأشهر «منح» ترامب الجولان السوري المحتل للدولة الصهيونية، وهو ما جعلني أرفض تعبير، ازدواجية المعايير وأؤكد أنه معيار واحد يصب في انتهاك حقوقنا وأراضينا، ويدعم أي عدوان نتعرض له، ولم يحدث مثلاً أن تحركت أدوات الغرب في إدانة أي عدوان أو تجاوزات تعرضت له الأرض العربية.

وكان من أخطر المشاريع المعادية، ما يُسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس منذ سنوات، وكان قد سبقها، وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، عندما أعلن بوضوح تام «إن تفتيت الوطن العربي إلى دويلات عرقية وطائفية هو أكبر ضمان لبقاء إسرائيل في المنطقة.

كاد هذا المشروع المدمر أن يتحقق لولا ثورة يونيو العظيمة التي تجسدت فيها الوحدة الوطنية المصرية بأعظم معانيها بالتحام الجيش مع الشعب، حيث لبّى جيش مصر العظيم نداء الجماهير التي استدعته لخوض معركة البقاء»، فقد شاهدنا مدى الخراب والدمار الذي ساد في كل المناطق، التي استولت عليها تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة، التي كانت أدوات أعداء الوطن العربي لمشروع التفتيت، والذين سلحتهم الجهات المعادية بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، فكان الإرهاب مستعراً لا يفرق بين طفل وشيخ، ومن ثم كان استدعاء قواتنا المسلحة لحماية حدود مصر، التي لم تتغير منذ آلاف السنين وحمايتنا نحن الشعب من إرهاب العملاء وخونة الوطن، وعندما نجح الجيش في صون الأرض، خرج المشبوهون من كل التنظيمات والمنظمات والحركات، تطالب بحل الجيش والشرطة والقضاء! لكن الأعداء لم يلقوا أسلحتهم بعد لأن هزيمتهم في ثورة يونيو كانت مدوية، فاعتمدوا لاستكمال تنفيذ المؤامرة على عناصر داخلية تحت مسميات ووجوه مختلفة، غير أن الشعب يلمس بعينيه حجم الإنجازات التي تحققت منذ قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للبلاد، لذا فشلت الادعاءات كلها وآخرها فيديوهات محمد علي ووائل غنيم وغيرهما، والذي يؤكد أن «المخطط» مستمر، أن معظم وسائل الإعلام المعادية تحدثت عن هذه الفيديوهات التي لا دليل على صحة ما جاء بها من اتهامات تركزت على اتهامات للجيش، وهو ما يؤكد أن «المعيار واحد».

يبقي أن رهان الرئيس السيسي هو رهان على الشعب وخاصة شباب الوطن، الذي تجلى جوهر علاقته بالشباب في مؤتمره الأخير بمركز المنارة الدولي، حيث اتضحت طبيعة العلاقة الواعية السوية بين القائد والشباب. المهم أن الأعداء لن يلقوا بأسلحتهم القذرة، وأن الجيش يدمر هذه الأسلحة بالإنجازات الرائعة، التي تشهدها مصر الآن.

 

ـــ كاتبة ومحللة سياسية

Email