قائمة التجارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في هذا الكون، فلا شيء يدوم على حالة، وهو سنة من سنن هذا العالم، فمن التغيير ما هو إيجابي، يحدث فرقاً في حياة الإنسان، ومن التغيير ما هو سلبي، ويحدث فرقاً في حياتنا أيضاً، ولكن تكون نتيجته غير مرغوبة، لذا فإذا كان التغيير سيحدث في كل الأحوال لما لا نجعله دائماً لصالحنا وليس ضدنا.

إن أهم ما يميز التغيير أنه يحدث في العادة على مراحل، بحيث يكون هذا التغيير متدرجاً، ونتأقلم معه مع مرور الأيام، وهو من وجهة نظري هو التغيير الأفضل، لأن كل ما يأتي بسرعة يذهب وينتهي بسرعة، ولكن عندما يأخذ التغيير وقته فإن استمراريته تكون مرجحة أكثر، على عكس التغيير السريع.

ونحن في حياتنا لا نعرف كم من الوقت المتبقي لنا في هذه الدنيا، وكم بقي في رصيد أعمارنا، فلا يعلم بذلك إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن لدينا قاعدة ذهبية في هذا الأمر وهي «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً»، هذه قاعدة التي نطبقها يومياً بقصد أو من دون قصد، فالعديد من المشاريع يتم إنشاؤها يومياً، والكثير من الأشياء نقتنيها، ونحدد خطط السفر مع العائلة، ونشتري البيوت والسيارات وغيرها، لذا من المنطقي أن يظل الإنسان ينجز ويعمل في حياته، والعقبى إلى الله تعالى بعد ذلك.

ومن هذا المنطلق يجب أن يكون للإنسان العديد من التغيرات الإيجابية في حياته، في مجال العلم والتعلم، وعلى المستوى الشخصي، بالإضافة إلى الجانب العائلي والمادي، نعم التغيير مطلوب، ولكن الأهم من ذلك أن نكون على قدر من المسؤولية والقوة لكي نحدث هذا التغيير، وفي العادة العديد منا يرفض التغيير، لأنه مرتاح في جانب معين من حياته، ولا يريد أن يخرج خارج منطقة الراحة هذه، ولكن قد تكون المساحة الجديدة، التي سيتجه لها مساحة فيها العديد من الامتيازات، التي لا توجد في حياته، ولكن المطلوب منه هو تغيير بسيط، يتطلب بعض الجهد والقليل من الصبر.

وهنا أدعوك عزيزي القارئ لتجربة بسيطة ستوضح مدى التزامنا بالتغير والتطور نحو الأفضل، وهي أن تحضر ورقة وتكتب فيها تجاربك في خلال حياتك العملية، ما هو التغيير الواضح الذي سعيت له خلال الفترة الماضية، هيا أحضر ورقة صغيرة ودوّن معي:

أنشأت مشروعاً صغيراً وقمت بإدارته

حصلت على دبلوم في الحوكمة المؤسسية من كلية معتمدة

تطوعت في العديد من النشاطات المجتمعية

تعلمت رياضة الغولف وبدأت بممارستها بانتظام

القائمة ستتنوع فيها الإنجازات، وقد تكون أغلب ما دوّنته في القائمة عبارة عن إنجازات صغيرة وبسيطة، والآن راجع التواريخ التي تم إنجاز ما مضى فيه، هل هو تاريخ قريب أم أن إنجازك الأخير مضى عليه سنون طوال، إذا كان كذلك فعليك أن تراجع نفسك، وأن تحدث تغييراً جديداً بسرعة حتى لا تركن إلى الكسل والجمود، وعليك أن تضيف نشاطاً أو مهمة تعيد لك نشاطك وحيويتك، لا تنتظر أكثر، فالعمر يمر من دون جدوى إذا ما تم الحال على ما هو عليه، لذا علينا أن نسعى جميعاً للتغيير الإيجابي في حياتنا، قبل أن يقتحمها تغيير سلبي يحدث غصباً عنا، ومن دون اختيارنا.

Email