إرث الأولين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف اليوم الثالث من ديسمبر، والذي يعد اليوم التالي ليوم مهم في حياة كل إماراتي، هو إرث استقيناه من الأجداد وسنورثه للأبناء؛ اليوم الوطني لدولتنا دولة الإمارات العربية المتحدة.

عاش اتحادنا وعاشت وحدتنا وعاش شعبنا وعاشت قيادتنا الطموحة الحالمة، التي رأت في وحدتنا قوة وفي اتحادنا رفعة لشعوبنا، واليوم ها نحن ننعم بهذه الرؤية ونعيش الحلم الذي حلمه الآباء المؤسسون واقعاً ننغمس في فوائده ونرتكز على مبادئه ونقدم الغالي والنفيس من أجل أن نحفظه ونحافظ على أركانه.

إرث الأولين هو بداية الحكاية، هو بداية كل كتاب نقرأه وندرسه في وطننا، هو العلامة الفارقة التي جعلت لدولتنا هذه المكانة التي تتمتع بها اليوم، إرث الأولين هو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، فهؤلاء الرجال ورثوا لنا وطناً وتاريخاً عظيماً، وعلينا أن نحافظ على هذا الوطن ونضمن مستقبلاً زاخراً لأبنائه، هذا ما عشنا عليه وهذا ما ستعيش عليه أجيالنا إلى الأبد.

كل شبر من هذا الوطن شاهد على إنجاز، وسيشهد دوماً أن خطى الأولين قد مرت من هنا مرور الطموحين الحالمين الصانعين المتحدين لكتابة اسم دولتنا بحروف من ذهب، هؤلاء الذين وضعوا أيديهم بأيدي بعض لتكون قصتهم من أجمل قصص تاريخنا، ولتكون صورتهم أمام راية علمنا صورة نحتفي بها كل عام ونجدد ولاءنا وعزمنا لإكمال المسيرة واستكمال حلم هؤلاء الرجال.

إرث الأولين هو أول معرفة يتعلمها أولادنا، لتكون تضحياتهم ولتكون إنجازاتهم وسام عز وفخر نضعه على صدورنا ونفاخر فيه أقطاب الأرض بأن لنا ولدينا قصة فريدة، قصة تبعث في النفوس العزيمة والإصرار لمواصلة البناء.

إرث الأولين هو أعظم قصة حب عرفتها البشرية، فالآباء المؤسسون أحبوا هذه الأرض، أحبوا شعب هذه الأرض، وأرادوا لهم الرفعة والسلام والكرامة والعيش الكريم، إرث الأولين سيبقى مضرب الأمثال في العطاء من أجل الوطن، في كيفية حب القيادة للشعب، في كيفية بناء وطن يحبه الجميع، ويرحب بالجميع على أرضه ليكونوا جزءاً من هذه القصة الفريدة، ليشاهدوا بأنفسهم كيفية بناء العلاقة الوثيقة بين الشعب والقيادة، وليشهدوا بأن إرث الأولين وقصصهم وحكاياتهم وإنجازاتهم وحتى عاداتهم هي مصدر فخر لشعبنا.

هذا هو إرثنا وموروثنا الذي نتعلم منه ونعلمه لأجيالنا، هي حكايتنا، وهي دولتنا التي نجدد حبنا لها كل يوم في حياتنا في ظل قيادة تراعي أمورنا بكل حب وعطاء، هي الإمارات دولة شامخة عزيزة بتضحيات أبنائها وبأفكار شعبها وبطموح قيادتها لتصبح صورة جميلة للدول التي تصنع نفسها وتحرص على رفعة شعبها، نتذكر تاريخها ونبحث في طياته لنكرم أبطال هذا الوطن، نبحث في إنجازاتهم لنجعلها محفورة في أذهاننا ومحفورة في صدورنا.

نحن نربط تاريخنا بمستقبلنا لنقول للعالم إن قبل الاتحاد عاش على هذه الأرض رجال عرفوا قيمة الأرض التي يعيشون فيها، ومن بعد الاتحاد كتب عصر جديد لاستغلال مقدرات الوطن ومكانه الجغرافي لنكون محطة تربط الشرق والغرب، لنكون أرض الإنجازات والإبداعات، أرض الاتحاد والتاريخ، فالتاريخ لا يعترف بعدد السنين إنما بعدد الإنجازات وما أكثرها في إماراتنا، لهذا سيقول التاريخ إن على هذه الأرض عاش رجال حالمون تناقلوا أحلامهم من جيل لجيل لنصبح من أرقى دول العالم وأكثرها تقدماً.

إرث الأولين هو مصدر إلهامنا، ولهذا اختارته القيادة عنواناً لاحتفالاتنا بالعيد الوطني ٤٨ لوطننا الإمارات لتوكد أننا دولة تحترم تاريخها وتحترم رجالها الأوفياء الذين أحبوا هذا الوطن، ولتقول لنا جميعاً إن كل عطاء للوطن سيبقى خالداً في تاريخ أجيال المستقبل، عاش اتحادنا وعاشت إماراتنا، وعاش شعبنا عزيزاً معززاً مكرماً في وطن المكارم، وعاشت قيادتنا شامخة يحفها العز في كل وقت ومكان.

قد يخوننا القلم وتخوننا الكلمات أمام كل تعبيراتنا عن حبنا للإمارات، ولكن لن تخوننا أبداً عندما نستذكر إرث الأولين ونستذكر إنجازاتهم، فهنا تكون الكلمة حاضرة لتشهد أنهم خطوا بها أجمل قصص التاريخ، والتي على شعبنا أن يتفاخر بها وينقلها لأبنائه نموذجاً رائعاً في حب الوطن.

 

ـــ كاتب وإعلامي

Email