الأدوار المتعددة للذكاء الاصطناعي في ازدهار قطاعات العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة «أفايا» أن ما يعادل 93٪ من المؤسسات في الإمارات تعد الذكاء الاصطناعي إحدى أهم التقنيات الثورية لعام 2019.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً بمختلف القطاعات، فإن فوائدها واستخداماتها لا تزال غامضة بالنسبة لشريحة واسعة من قادة الأعمال، حيث أشارت الدراسة إلى وجود فجوة معرفية واسعة في أكثر من نصف مؤسسات الإمارات، نظراً للخلط الشائع بين مفهوم الذكاء الاصطناعي الحقيقي والصورة المغايرة التي تُقدم في الأفلام والتلفاز.

وتبرز فوائد الذكاء الاصطناعي بشكل واضح وجلي، ولكنه وبهدف تشجيع تبني هذه التكنولوجيا بشكل أوسع وأكثر شمولية، يجب علينا توضيح العديد من المفاهيم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ورسم خريطة عمل واضحة للمؤسسات التي ترغب في تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعملياتها.

ويشهد هذا القطاع نمواً ملحوظاً مع بناء العديد من مراكز الامتياز للذكاء الاصطناعي، والكثير من المنصات المتخصصة في تنظيم وإدارة استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث دشنت الإمارات مؤخراً جامعة «محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، في خطوة بارزة لتجسير الفجوة والنقص في مهارات تطبيق الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ما سيساهم بدوره في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتي تشكل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف أجندة «مئوية الإمارات 2071».

وقد أطلقت حكومة الإمارات «استراتيجية المهارات المتقدمة»، وهي الخطة الوطنية الهادفة إلى دعم الكوادر الشابة بالمهارات اللازمة للنجاح في بيئة العمل المستقبلية ومواكبة كافة تطوراتها.

وفي ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لإعداد الجيل الجديد من القوى العاملة المتمرّسة في مجال الذكاء الاصطناعي، تواصل المؤسسات سعيها الدؤوب لتبني هذا المفهوم والاستفادة من تطبيقاته.

ويحاكي هذا انتشار الحوسبة السحابية التي شهدت تطوراً بطيئاً في بداياتها، ليتبع ذلك انتشار واسع وسريع في تبني هذه التقنية انطلاقاً من إدراك الشركات فوائدها واستخداماتها الواسعة.

وكما سيتضح لاحقاً، يمكن لروّاد الأعمال الذين يعتمدون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بطريقة مدروسة وممنهجة، اكتساب فائدة أكبر من البيانات المُنظمة وغير المُنظمة وكوادر الموظفين.

ويدرك العديد من رواد الأعمال الدور الكبير لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بكافة جوانب العمل، إضافة إلى تطوير فرق العمل وسلاسل القيمة والموظفين.

وتختصر النقاط التالية الدور المهم لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مساعدة المؤسسات على تحقيق أهدافها وبلوغ النجاح:

الدور الأول: التحسين المدروس لسير العمل.. تمتلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القدرة على تحويل مسار العمل بشكل جذري، حيث تساهم في توفير التكلفة والوقت وتزيد من سرعة ودقة العمل مقارنةً بالوسائل التقليدية.

وتفيد بشكل خاص في معالجة البيانات غير المُنظمة التي تشكل ما يزيد على 80 إلى 90% من البيانات الرقمية في عصرنا هذا.

فعلى سبيل المثال، يمكن تزويد موظفي خدمة العملاء في قطاعي الضيافة والحكومة مساعدين افتراضيين لتولي مسؤولية معالجة البيانات متعددة الأبعاد، كالصوت والفيديو والصور والملفات غير المُنظمة.

كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المساعدة على استخراج المعلومات من المستندات المعقدة وغير المُنظمة، والتي تتضمن رسائل البريد الإلكتروني والملفات القانونية وحتى الملاحظات المكتوبة بخط اليد، بهدف تحقيق أقصى درجات الدقة والفاعلية في القطاعات المالية والقانونية.

الدور الثاني: توفير تجربة ذات قيمة وطابع شخصي للعملاء.. تجمع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كافة أنواع البيانات الديموغرافية والنفسية وبيانات المعاملات المُنظمة وغير المُنظمة، بهدف تزويد مستخدمي الأعمال رؤية موحدة ومتجانسة عن العملاء.

ما يتيح للعلامات التجارية تقديم الخدمات لعملائها بطريقة فاعلة ومخصصة ومناسبة، ومن دون الحاجة إلى الاستفسار عن رغبات العميل شخصياً،

حيث يمكن للأفراد الاستمتاع بتجارب شخصية مصممة وفقاً لرغباتهم وتفضيلاتهم، سواء كان ذلك في مجال التدريب أو خدمة العملاء أو التجارة الإلكترونية. يمكن للعملاء وفرق خدمة العملاء دخول واجهة ويب مخصصة تعمل بواسطة محرك بحث يوفر نتائج استناداً إلى المدخلات الدلالية.

الدور الثالث: زيادة القوى العاملة لتعزيز الإنتاجية.. تتمثل أهم أدوار الذكاء الاصطناعي في تمكين العاملين من تعزيز أدائهم وتحقيق العديد من أهداف العمل الأخرى، حيث ينسجم دوره بشكل كبير مع إمكانيات الكوادر البشرية لزيادة الإنتاجية والكفاءة واتخاذ القرارات.

يساعد الذكاء الاصطناعي على توفير الوقت الذي يستغرقه الموظفون المتمرسون في إنجاز المهام اليدوية والمتكررة، ما يتيح لهم التركيز على مهام أكثر أهمية وفائدة.

فعلى سبيل المثال، يساعد تأطير العلاقات عبر محركات البحث الدلالية، خبراء المحاسبة والقانون على إيجاد جهات التواصل عبر مراجعة المستندات الحساسة والمعقدة.

كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي اكتشاف المواهب أثناء عملية التوظيف، ما يساهم في تطوير استراتيجيات التوظيف التقليدية.

Email