رغم أنف الحاقدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقيت زيارة الأمير محمد بن سلمان لدولة الإمارات قبل أيام من يومها الوطني له دلالته، وتشكيلة الوفد المرافق لها دلالاتها.. الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، والأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز، وزير الحرس الوطني، والأمير خالد بن سلمان بن عـــبدالعزيز، نائب وزير الدفاع، ووزير الاقتصاد والتخطيط محمد بن مزيد التويجري.

وكذلك طبيعة المذكرات التي تم توقيعها كمذكرة التعاون في مجال الصحة بين وزارة الصحة بالمملكة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات، وكذلك مذكرة تعاون في المجال الثقافي ومذكرة تعاون في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية، ومذكرة تعاون في مجال الأمن الغذائي، ولا تقل عنها أهمية المبادرات التي اطلع عليها الأمير محمد بن سلمان وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بعد عرض قدمه المجلس التنسيقي السعودي - الإماراتي. واشتمل العرض على:

1- مبادرة إقامة مصافٍ ومجمعات بتروكيماويات في الأسواق النامية (مشروع مصفاة في الهند).

2- مبادرة لتسهيل انسياب الحركة في المنافذ بين البلدين.

3- مبادرة التعاون في الأمن السيبراني.

4- مبادرة الأمن الغذائي.

5- مبادرة إصدار واستخدام عملة إلكترونية رقمية بشكل تجريبي.

6- مبادرة التأشيرة السياحية المشتركة.

7- مبادرة مجلس الشباب السعودي الإماراتي.

نحن لا نتكلم عـــن زيارة مجاملات.. هذا عمل مشترك جاد، وتلك شهادة وتصـــديق وتـــوثيق لروابط تتجاوز بكثير أحـــلام الأقزام حين أرادوا دق الإسفين بين العمالقة.

لقد ترك الاثنان لإعلام الارتزاق الفرصة الكافية كي يفرغ ما في جعبته، تركاه يرسم ويخطط ويضع السيناريوهات ليرضي أحلامه وأوهامه حتى ما حانت الساعة والفرصة المناسبة التقى الاثنان وخطا معاً طريق الوحدة الجامعة للمستقبل، لتسقط أبراج الوهم الارتزاقي وتتهاوى أمام الحقيقة.

لقد اختار سمو الأميــر محـــمد بن سلمان أن يزور الإمارات احتفاءً بيومها الوطني، وزار موقع إكسبو احتفاءً بنجاحاتها، واستقبلته الإمارات بما يليق وحجم العلاقة البينية بين الاثنين، فكانت رسالة واضحة ليعلم الواهمون أن ما يجمعنا أكبر بكثير من خيالاتهم المريضة، وأن الاختلافات - إن وجدت - أمر طبيعي، ولا تمس الإطار الجامع.

الخلاصة التي لا بد أن يعرفها الأقزام أن للدماء التي اختلطت بيننا نحن أهل البحرين مع دماء إخوتنا السعوديين والإماراتيين في أكثر من موقع على أرض اليمن وفي الحد الجنوبي وعلى أرض البحرين، لها وللأرواح التي صعدت لبارئها حق علينا أن نصون هذه الوحدة ونرعاها ونقوي روابطها ونعلم القاصي والداني أن ذلك رابط رفع مستوى العلاقة بيننا إلى عنان السماء، ولا يمكن أن يسمح للأقزام أن يتطاولوا عليه بالمساس به وبالطعن فيه، ستبقى علاقاتنا نموذجاً يحتذى رغم أنف الحاقدين.

* كاتبة بحرينية

Email