الخليفة المنتظر يهدد بالإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكفي النظر إلى ما وصل إليه الوطن العربي منذ ظهور التنظيمات الإرهابية، التي قدمت نفسها على أنها جاءت لترسي قواعد الدين الإسلامي في بلادنا التي تدين أغلبيتها الساحقة بهذا الدين الحنيف.

ويصعب علينا أحياناً فهم أسباب تفشي هذه التنظيمات وتجنيدها لأشخاص من مختلف دول العالم، ثم إطلاقهم علينا، يعيثون دماراً وتخريباً أينما ذهبوا، ومن أشهر هذه التنظيمات الإرهابية، تنظيم داعش، الذي نصّب نفسه حاكماً على العراق والشام، فهل كان العراق وسوريا، «كفار قريش».

ومن ثم، حرصت بعض الدول على إعادتهما إلى حظيرة الإسلام بوسائل بلغت من الوحشية، قدراً أساء إساءة بالغة لصورة هذا الدين في العالم. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أهم وكلاء أجهزة المخابرات العالمية التي خططت للفوضي العارمة في الوطن العربي، والتي سمتها، وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس، الفوضى الخلاقة، عقب الغزو الأمريكي للعراق.

فقد استقبل أردوغان عناصر داعش من مختلف الدول، وبطبيعة الحال اقتضي ثمن ذلك مبالغ طائلة، مع الترويج لكونه «الخليفة المنتظر» واستبدت به فكرة إعادة «مجد الخلافة العثمانية» لدرجة أنه تصور أن الأمور قد دانت له.

ولا شك في أن ثورة الثلاثين من يونيو المصرية قد قلبت الطاولة على أصحاب مخطط تمزيق الوطن العربي، وهي في ظني من أسهمت في مساندة صمود الشعب العربي في سوريا، والذي خاض معركة شرسة ضد الإرهابيين، وكذلك، فتحت باب الأمل في ليبيا، بما يبشر ببزوغ فجر جديد في هذه البقعة العزيزة التي عانت سنوات طويلة على أيدي الميليشيات الإرهابية .

والتي كان أردوغان يرسلها ويرسل أسلحتها، بصورة شبه علنية وهو آمن من أية إدانات أو حتى مجرد ردود فعل، حيث كان ينفذ أوامر عليا.. وسار أردوغان في غيه، فحاول احتلال الشمال السوري فور انسحاب الجنود الأمريكيين منه، متوهماً أن الجو قد خلا له وأن ما لديه من إرهابيين.

كفيل بتقديم مساعدة فعالة. اصطدم المعتدي التركي بمقاومة باسلة من أبناء سوريا، عرباً وأكراداً، وأجبره هؤلاء على الانسحاب وعدم التقدم. ويبدو أن الرجل الذي تبدد حلمه في الخلافة، رغم تشييده قصراً كبيراً قال إنه قصره هو لأنه سيكون الخليفة، قد فقد توازنه، أو ما كان لديه من توازن، وإن كان ضعيفاً.

فبدأ يبتز الدول الأوروبية ويهدد بإعادة عناصر داعش من رعاياها إليها، لأن هذه الدول رفضت دفع المبالغ الطائلة التي طلبها أردوغان مقابل الإبقاء على الدواعش الإرهابيين في تركيا.

وبهذا يتضح أن من يبيعون أوطانهم، وينساقون وراء أكاذيب من يستخدمونهم، يتم إلقاؤهم في سلة القمامة دونما أدنى اعتبار لخدماتهم الإرهابية السابقة، حتى إن أردوغان، فتح سجوناً كان أكراد سوريا قد تحفظوا فيها على المئات من عناصر داعش، واستولى على المساجين الأجانب لابتزاز الدول الأوروبية بهم.

وهكذا يتضح أن من يهون عليه وطنه، يهون بدوره على من يستخدمه وبعد انتفاء الحاجة أو تغير الظروف، يقذفون به بعيداً وقد تم الاستغناء عنه تماماً ولم يعد مصيره يعني أحداً.

المشكلة أننا ومنذ «الديمقراطية» التي فرضها الغير علينا في العراق وليبيا، قد أشاعت «هذه الديمقراطية» فوضى عارمة وخراباً مدمراً في الوطن العربي، ولا مناص أمامنا من أن نفوق من الغيبوبة التي انجرفنا إليها، وأن نستعيد وعينا، بأن قوتنا في وحدتنا، وأن تقوم كل الأقطار العربية، بحملات توعية واسعة وشاملة، لتبصير المخدوعين، بالقيم الأصيلة ومبادئ الدين الذي لا يسيء إليه عدو.

كما أساء له هؤلاء، المدعين بأنهم جاؤوا للحكم بمبادئه، بينما يدمي القلب ونحن نشاهد مدى الخراب الذي حل والدمار الذي جرى للمناطق التي دخلها هؤلاء الإرهابيون، الذين يستحقون النهاية التي ستكون خاتمة الخونة الحتمية.

Ⅶ كاتبة ومحللة سياسية

 

Email