لقاء المصير الواحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة إلى المستقبل. قمة التوقيت المناسب. روابط الدولتين تؤكد خصوصية تاريخية بتوقيع المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. كتب وصيته تجاه مصر فسار الأبناء على نفس الدرب. يوماً بعد يوم يتأكد عمق العلاقة ويترجمها الواقع.

«وسام زايد»، الذي يُعد أرفع وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول يأتي تقديرًا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتثمينًا لدور الرئيس السيسي في دعم وترسيخ تلك العلاقات على جميع الأصعدة.

«قصر الوطن» يستقبل لقاء المصير الواحد، 21 طلقة مدفعية ترحيباً بالرئيس السيسي، الموسيقى العسكرية تعزف السلام الوطني للبلدين، حرس الشرف يصطف لتحية القادة. لحظات حافلة لكنها ليست غريبة على الأشقاء بالإمارات.

حفاوة الاستقبال تحمل رسائل إلى المستقبل، وترسخ أمانة الوصية للأب المؤسس. لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أثمر العديد من النتائج الإيجابية، في مقدمتها ضرورة وحتمية الحفاظ علي الأمن القومي العربي وآليات مواصلة دفع أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، وفي ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة ركز اللقاء على مناقشة التحديات المشتركة القائمة، المتعلقة بالعلاقات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وتطورات القضية الفلسطينية، ومواصلة العمل على وحدة الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكان الرئيس السيسي حريصاً على تأكيد عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر.

وفي الوقت نفسه أكد ولي عهد أبوظبي تقديره لدعم مصر للإمارات في مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها في العديد من القطاعات ودورهم في تحقيق التنمية بالإمارات، وحرص الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وعبر عن ذلك على أرض الواقع بتوقيع واحد من أهم وأكبر المشروعات المشتركة، وكان سباقاً في تدوين ذلك عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «أطلقت مع أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار».

نعم هي شراكة أخوة ومصير، ورسائل تشير إلى أن القادم في المنطقة سيكون أفضل.

هذه المنصة الاستثمارية تهدف إلى تأسيس مشاريع استراتيجية مشتركة أو صناديق متخصصة، وهذا في حد ذاته يمثل نقلة نوعية سوف يترتب عليها مزيد من الضخ الاستثماري في شرايين الاقتصاد العربي.

اللافت في قمة السيسي وولي عهد أبوظبي، أنها اتخذت أهمية وزخماً على مختلف الأصعدة انطلاقاً من أهمية ومكانة البلدين لدى العالم، وأيضا مما شهدته من إنجازات سياسية واقتصادية، فضلاً عن دورها في تأكيد عمق الروابط التاريخية التي ترجع إلى قبل عام 1971 وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهنا يشدنا الحنين لاستدعاء وصية (زايد الخير)تجاه مصر والتي قال فيها:«نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.

وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة».

 

 

Email