اختبر نفسك في أسبوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحدي، كلمة جامعة لكل ما نريد أن نحققه، والطريقة التي سنستخدمها، وهي الكلمة نفسها التي تجعلنا نصارع التسويف، ونسعى للإنجاز، ونقتل الفشل، هي كلمة نرددها كثيراً في حياتنا، وتمدنا بالطاقة الإيجابية اللازمة للوصول لأي إنجاز كبير، لذا لابد من أن يكون التحدي دائماً حاضراً في حياتنا وبقوة.

نعم، كلنا لدينا تسويف وتأجيل للمهام، وكلنا نعاني من داء الكسل في كثير من الأحيان، في بيوتنا وأماكن عملنا، ولكن وبمجرد أن تبرق فكرة التحدي في أذهاننا فإن مؤشر التفكير يتغير، ونبدأ بترتيب الأفكار ووضع الخطط اللازمة للنجاح، وما هي الوسائل المعينة للوصول للهدف.

لذلك من الجيد أن يكون في حياتنا تحدٍ ما بين فترة وأخرى، تحدٍ شخصي بينك وبين نفسك لا يعلم به أحد، أو تحدٍ مع أصدقائك على شكل مجموعة وهو الأفضل، مثل هذا التحدي ولو كان لفترة وجيزة كأسبوع مثلاً أو عشرة أيام، قد يحدث لك فارقاً في حياتك، أو قد يكون بداية موفقة لك في مشروع أجلته كثيراً، أو هدف تسعى إليه من فترة، وهنا أنصح بأن تضع تحدياً قوياً ومكثفاً، يكون خلال الأسبوع المقبل، وأنت من يحدد هدف هذا التحدي.

ضع الخطة، وضع هدفاً واضحاً، ومساراً واضحاً للوصول إلى الهدف، ولا تنس أن تضع في نهاية خطتك المكافأة التي تستحقها إذا أنجزت هذا الهدف، لا أقول لك حاول ولكن أقول التزم ولا تسوّف أو تؤجل، فإذا استطعت البدء من اليوم يكون أفضل وأولى.

وهنا أقترح عليك بعض الأهداف التي ممكن أن تحققها في أسبوع، على سبيل المثال إن كنت تحب قراءة الكتب وقد أهملت قراءتها خلال الفترة المنصرمة، فإن هدفك سيكون هو قراءة كتاب لا يقل عن 400 صفحة خلال السبعة أيام المقبلة، أحضر الكتاب الآن ووزع الصفحات على الأيام السبعة وخصص له وقتاً يومياً تلتزم به.

وإذا كنت ممن يعمل كثيراً بحيث تتأخر في العمل بشكل يومي، فضع هدفاً لك بأن تمارس هواية وتستجم لمدة أسبوع مع أفراد عائلتك، أحضر الورقة واكتب أين ستقضي وقتك يومياً من الساعة الرابعة والنصف مساءً إلى الساعة السادسة والنصف، على الشاطئ، أم ستمارس رياضة، أو في الحديقة مع أولادك.

ومثال ثالث، إذا كنت تريد تعويد نفسك على عادة إيجابية، فإن هذا التحدي سيكون بداية جيدة، مثال ذلك إذا كنت من الأشخاص الذي يخوضون في كلام لا طائل منه عن الناس أو الزملاء، كالنقد والغيبة والنميمة، فالتحدي المطلوب منك هو أن تعوّد نفسك على الصمت وعدم إبداء أي تعليق إذا كان في مثل هذا الكلام الرديء، وتجعل كل تعليقاتك إما في مجال عملك أو في شيء إيجابي منه فائدة، نعم التحدي سيكون صارماً وستحتاج لجهد كبير لإغلاق فمك، ولكنه أفضل بكثير من الخوض في كلام يسبب الإحراج والمشكلات ويمس أعراض الناس.

إن مثل هذا التحدي ليس بالصعب، ولكنه يحتاج إلى التزام قوي منك بحيث أنك لا تسوّف ولا تؤجل، وإذا وضعت الخطة فابدأ بقوة ولا تنتظر، وفي حال أجلت إحدى المهام التي دونتها ولم تلتزم بها فابدأ من جديد، واعتبر البدء مرة أخرى عقاباً لك على تأجيلك للمهام.

* كاتبة إماراتية

Email