مقال

أفكار سياحية جريئة.. السندباد بانتظاركم

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن السياحة تمثل أحد أهم القطاعات الاقتصادية في العالم، فالعديد من الدول يقوم جزء كبير من اقتصادها على السياحة، وجذب السياح ليس بالأمر السهل، فهناك منافسة عالمية بين الدول من أجل جذب أكبر عدد منهم، وذلك لما يدخل في خزينة الدولة من أموال طائلة، بالإضافة إلى ازدهار الأنشطة والمؤسسات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة، كالفنادق والمطاعم، ومحلات التجزئة، وغيرها من الجهات التي تحقق المكاسب نتيجة دخول السياح لأي دولة.

هذه المكاسب جعلت الدول والحكومات تستثمر الكثير في المرافق السياحية والفنادق والبنى التحتية من أجل تهيئة الظروف الملائمة لضمان استمتاع السياح وعودتهم في زيارات مقبلة، وفي الإمارات نجد ذلك الاهتمام جلياً، فقد أصبحت الإمارات مقصداً للسياح الخليجيين والعرب والأجانب لما لهذه الفئة من اهتمام من قبل الحكومة، وقد برزت العديد من المنشآت في الإمارات على المستوى الخليجي والعالمي، كموسم القرية العالمية على سبيل المثال، هذا المكان الذي يجمع العديد من أصحاب محلات التجزئة من العديد من الدول، كما برزت الإمارات في الجانب العمراني فنرى العديد من السياح يزورون برج خليفة وبرج العرب وغيرها من الأماكن السياحية الجاذبة.

هذا وعلى صعيد القوانين فالسائح الذي يدخل للإمارات له معاملة خاصة، ونرى ذلك جلياً في الارتياح العام لدى السياح لدى زيارتهم للإمارات، والتي تتخذ من التسامح منهجاً في التعامل مع جميع الجنسيات والأديان، بالإضافة إلى لطف الشعب الإماراتي واحترامه للزائر، هذا كله أشاع الراحة لدى جمهور الزائرين من مختلف الجنسيات، ولا سيما الأشقاء الخليجيين.

هذا الاهتمام الكبير سواء ببناء المنشآت السياحية والمرافق المتصلة بها، أو سن القوانين والتشريعات التي كفلت للزوار العديد من الامتيازات، أو حتى إقامة الفعاليات والمهرجانات التي تجذب الزوار، كل ذلك يجعلنا متطلعين لإطلاق مشاريع سياحية ضخمة جديدة تزيد من ازدهار سوق السياحة في الدولة.

ومن أهم ما يميز القطاع السياحي على المستوى العالمي هو أن البلدان على اختلاف ثقافاتها، تجعل من النشاط السياحي بوابة للولوج إلى ثقافة هذه الدولة، فكل الدول التي تهتم بالسياحة أول ما تريد إبرازه هو ثقافتها أولاً وتاريخها ثانياً، ونحن نمتلك الاثنين معاً في المنطقة العربية، فبدلاً من أن نستورد المشروعات والمبادرات الناجحة من الغرب والشرق علينا أولاً الالتفات إلى ما لدينا من امتيازات في تاريخنا وثقافتنا، فهي الأولى في أن نبرزها وننشئ لها المزارات السياحية.

على سبيل المثال وليس الحصر المدينة التي تم بناؤها على غرار برنامج الحصن الياباني في الحبيبة السعودية، فكرة رائعة وجذابة، ومع مرور السنوات إن تم إدخال تطوير على المدينة الترفيهية هذه ستكون مقصداً ممتازاً للسياح، ولكن الأجمل من ذلك كله أن يكون التطوير المقبل في هذه المدينة الترفيهية من وحي الثقافة العربية، على سبيل المثال إنشاء منطقة مغامرات يتم تصميمها من وحي قصة علي بابا والأربعين حرامي، فالسائح حين سيتذكر المناطق التي زارها أول ما سيذكره هو الميزة التي لفتت انتباهه في المكان الذي زاره، ولا توجد ميزة أجمل من عكس الثقافة العربية لمنطقتنا.

هذه فكرة واحدة بسيطة من مجموعة أفكار كثيرة، نود أن نراها مجسدةً أمام أنظار العالم، إن الكم الثقافي الهائل الموجود لدينا سيجعل من دولنا مناطق جذب سياحية، لها من المميزات والجمال ما لا تجده في مكان آخر، لذا نرجو من القائمين على المشاريع السياحية الالتفات إلى هذا الجمال الذي بين أيدينا، باستثماره بالطريقة المثلى والصحيحة.

لدينا العديد من المدن الترفيهية القائمة حالياً، ومن الجميل استحداث مناطق داخل هذه المدن تجسد الثقافة العربية، وفيها من وصف للتاريخ ما يعرّف الزائر على هذه المنطقة، كما أن التاريخ يزخر بالروايات الشيقة كمغامرات السندباد، وعلاء الدين ومارد المصباح، وغيرها مما يمكن تجسيده وإبرازه، والاستمتاع بالتعرف عليه.

 

Email