علمنا كتب الصفحة الأولى في تاريخ الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر علم دولة الإمارات العربية المتحدة رمزاً لدولة شامخة قامت حين اتفقت إرادة أبنائها وحكامها على إقامة الصرح الاتحادي المنتظر، تحقيقاً لحلم الآباء والأجداد في قيام دولة متحدة مستقلة ذات سيادة أخذت مكانتها المتقدمة في المجتمع الدولي، وعاش شعبها وهو ينعم بكل ما بلغه التقدم في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والفضاء مع بناء كافة مرافق الخدمة في كافة المجالات.

أطول رحلة لرفع العلم

وبالعودة إلى تاريخ رفع راية الاتحاد فإنها تبدو أطول رحلة عرفها التاريخ الحديث، إذ استغرقت 1384 يوماً، وذلك للفترة من اللقاء الأول للشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله يوم 17 فبراير عام 1968 لبحث أوضاع المنطقة وإمكانية توحدها، إلى يوم الخميس الثاني من ديسمبر من عام 1971، حين خفقت الراية فوق قصر الاتحاد في الجميرا بدبي لأول مرة ودلالات السعادة تملأ وجوه الرجال الذين حققوا هذا الحلم، الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما الحكام طيب الله ثراهم.

وقد جاءت الموافقة على علم الاتحاد بألوانه ومقاييسه في القرار الاتحادي رقم 4 في الجلسة الأولى للمجلس الأعلى للاتحاد في الجميرا، وفي الوقت ذاته شهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رفع علم الاتحاد في أبوظبي احتفاء بالبشرى التي جسدها رفعه في دبي، وخفقت رايتنا منذ ذلك اليوم في السماء فوق كافة المرافق الرسمية والخاصة داخل الإمارات، وفي المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة وكافة هيئاتها وجامعة الدول العربية ومقار مؤتمرات القمم المختلفة.

ومع اختلاف الصورة في شهر نوفمبر عام 2004 برحيل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلا أن النهج ومسيرة التقدم والعطاء استمرت على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي بايعه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد بدعوة من المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، في اجتماعهم ثاني أيام العزاء يوم 3 نوفمبر على قيادة سفينة الاتحاد خلفاً للوالد المؤسس رحمه الله.

ويتجدد الولاء وآيات التقدير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نحو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقراره المبارك باعتبار يوم استلامه رئاسة دولة الإمارات هو يوماً للعلم، بما يجسد أسمى معاني الوحدة وتعزيز بناء الوطن بفضل قيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ولعل من أجمل ما يذكر ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «العلم أمانة عند أخي خليفة وعندي وعند كل مواطن».

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمتابعة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز صرح الاتحاد وبخاصة في سياسة التمكين التي أعلنها في يومه الأول للرئاسة إلى أبعد الحدود، وما زال يبذل ويقدم الكثير لإعلاء شأن الإمارات وترسيخ مكانتها المتقدمة لشعبها وأجيالها القادمة.

وعلى مر السنين من قيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، شملت سياسة التمكين المواطن والدولة، حيث ارتقت الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم، كما أصبحت نموذجاً للرقي الحضاري في مجالات حقوق الآنسان والتعايش مع الآخر دون تفريق بين الأديان والألوان والجنسيات، إلى جانب اعتلاء الإمارات موقعاً اقتصادياً على مستوى العالم وبخاصة في تطوير الطاقة وصناعاتها.

وفي سياسة التمكين للمواطن التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يجدر أن نشير إلى حرص سموه الشخصي على توفير آلاف الوحدات السكنية في مجمعات سكنية على مستوى الإمارات مع ما يتبعها من بنى تحتية ومستشفيات ومدارس ومحطات الماء والكهرباء والطرقات والجسور والسدود وغيرها من المرافق الحيوية.

المنبر الديمقراطي والفضاء

على أكثر من صعيد تجسدت مظاهر التمكين الذي كان عنوان نهج صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وكان من أبرزها ألوان علم دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلت إلى محطة الفضاء الدولية إيذاناً بسبقنا كثيرين إلى رحلات الفضاء وسبر علومه وأبحاثه، إلى جانب سبقنا البارز في منبرنا الديمقراطي من خلال إجراء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي كسلطة تشريعية مناصفة بين المرأة والرجل، مما لم تعمل به أي دولة في العالم.

علم الإمارات أعظم رمز

في عام 1975 توجّه الوالد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، إلى الشارقة مهنئاً أخاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مبادرته الغالية التي أطلقها بإنزال علم الشارقة وإبقاء علم الاتحاد فقط خفاقاً فوق مرافقها وربوعها، وفي يوم 15 نوفمبر يلتقي المجلس الأعلى للاتحاد في أبوظبي، ويقرر الجميع إعلاء راية دولة الإمارات وحدها خفاقة في السماء.

عشْ في علو شامخاً أيها العلم فإننا بك بعد الله نعتصم

Email