تحدي الإمارات.. فلننطلق جميعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد العالم سباقاً محموماً في مجالات الابتكار والإبداع، والجميع يتسابق نحو القمة ولا مجال للتراخي أو التأخر، ولو كان التأخير لبرهة من الزمن، فلا نضمن كم من الخسائر التي سنعانيها بسبب هذه اللحظة الضائعة، وإذا كان الوقت سابقاً كالسيف، فهو الآن كالرصاصة المسرعة. وكل ذلك يحتم علينا أن نكون على قدر المسؤولية، فالأجيال اللاحقة والتاريخ لن يرحما المقصر منا.

وها هي الحكومات العالمية في سباق مع الزمن لكي تبتكر وتنشر أهم التقنيات والبرامج الحديثة، من خلال المعارض والشركات والمؤسسات الحكومية وغيرها ممن يهتم بالابتكار كتوجه لابد منه، وهذه الجهود الحكومية لابد منها لتطوير العمل الحكومي، ولمواكبة العصر التكنولوجي الذي نحياه بكل ما فيه من طفرة وسرعة، نرى مظاهرها جلية من حولنا.

كلنا نتفق إذاً على أهمية التطوير في أدواتنا وأعمالنا لنصل إلى النتيجة المنشودة، ومن الجهود المشرفة ما تقوم به حكومة الإمارات، فهي حريصة على توفير كل ما هو متعلق بالإبداع والابتكار سواء بإعداد البنى التحتية التي تمكن من الوصول للابتكار كمدن الإنترنت والإعلام وواحات السيليكون، ورعاية معاهد الأبحاث التي تتبع الحكومة كمركز محمد بن راشد للابتكار، علاوة على مراكز الأبحاث والدراسات التابعة للجامعات الحكومية والخاصة والشركات، كما أن للحكومة الإماراتية جهوداً أخرى على صعيد إقامة الملتقيات والمعارض التي تخدم نفس الفكرة، كمعرض جيتكس، وبطولة العالم للروبوتات، وجائزة الإمارات للروبوتات والذكاء الاصطناعي.

هذه الجهود أقل ما يقال عنها إنها جهود جبارة، مع كل ما تحمله الكلمة من معنى، فلم أسمع على حد علمي بحكومة توفر كل ذلك لمواطنيها، وكل يوم هناك الفرص والمبادرات الجديدة والمشرفة من قبل الحكومة الإماراتية، وآخرها إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.

ونحن هنا نعرض مقترحاً من شأنه أن يسرع عجلة التطور فيما يتعلق بالابتكار في الإمارات، لذا فإن هذا المقال موجه إلى كل مسؤول قادر على تعميم وتطبيق هذه المقترح، والذي نتمنى أن يكون إضافة نوعية إلى السجل الحافل الذي تتمتع به الحكومة الإماراتية في مجال الابتكار.

المقترح باختصار هو إطلاق تحديات حكومية سنوية، هذه التحديات موجهة لأصحاب الاختصاص، قد تكون هذه التحديات على مستوى الوزارات، وعلى مستوى الجامعات، وعلى مستوى معاهد الأبحاث والدراسات، وتجتمع هذه التحديات في كونها مستقبلية، هذه التحديات تتعلق بتصنيع أجهزة مستقبلية، أو تصنيع الأدوية أو معالجة أمراض، أو بحوث علمية في العلوم الأصلية كالكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والطب وغيرها.

هذه التحديات تحمل مسمى «تحدي الإمارات» وهي عبارة عن مجموعة واسعة من التحديات في العديد من المستويات الخدمية، والمالية، والتصنيع، والعلوم، والتكنولوجيا، والاختراع، والاقتصاد وغيرها من المجالات الحيوية التي باتت الدول تتسابق من أجل الوصول إلى أبعد مدى فيها، وهنا أود أن أقترح 3 تحديات تكون خلال 2020 في 3 مجالات:

1- تحد في المجال الطبي: إطلاق تحدي لمدة سنة كاملة لجميع أقسام الطب في الجامعات الحكومية والخاصة لتصنيع دواء لمرضى السكري، بحيث يتم تأسيس فرق بحثية في كل جامعة، تكون نسبة الطلاب المواطنين في هذه الفرق ما لا يقل عن 75% من عدد الفريق.

2- تحد في تصنيع الروبوتات: وهو موجه إلى الشركات التي تنتج الأجهزة التقنية الحديثة بالإضافة إلى أقسام التكنولوجيا في الجامعات، والتحدي هو تصميم روبوت قادر على بناء الأبنية من غير التدخل البشري، بحيث تكون هذه الفرق من المواطنين المتخصصين بحيث لا تقل نسبتهم عن 75% للفريق المصنِع للروبوت.

3- تحد لأفضل بحث علمي: عن جيولوجيا وجغرافيا كوكب المريخ، وأين هو المكان المناسب لإقامة الإنسان على سطح المريخ، وما هي الحلول لأهم التحديات التي ستواجه سكان المريخ، هذا التحدي موجه إلى المجموعات البحثية من الأساتذة والطلاب المتخصصين في الفلك والجيولوجيا والجغرافيا وغيرها من التخصصات بحيث يضم أعضاء الفريق البحثي مواطنين متخصصين لا تقل نسبته عن 75% من عدد الأعضاء.

 

Email