ما اكتشفته الإمارات أولاً سيكتشفه الآخرون لاحقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يتم التوقيع على اتفاق الرياض سيسطر التاريخ ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل الدفاع عن أمن وكرامة الأمة العربية، وسيكتشف الجميع لاحقاً ما اكتشفته الإمارات سابقاً عن خطورة جماعة «الإخوان» على أي وحدة عربية بما فيها وحدة أهل اليمن.

بذلت الإمارات كعضو في التحالف العربي الغالي والنفيس من أجل وقف المشروع الإيراني ومنع تمدده ووصوله للبحر الأحمر من خلال الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية، فقدمت أكبر عدد من الشهداء في معركة الشرف، وأول من أنكر هذه التضحية هم «إخوان» اليمن.

ثم بذلت الإمارات الغالي والنفيس في مواجهة تآمر الإخوان وتحالفهم مع قطر وإيران لتخريب أي جهد يبذل في تحرير اليمن وصد العدوان وتأمين المناطق المحررة أو إعمارها.

واليوم وهم على وشك جمع الفرقاء والخروج بصيغة توافقية تحت قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتعيد الشرعية للعمل من داخل اليمن وإدارة الحكم مباشرة وترتيب الأوضاع في المناطق المحررة، تتصدى دولة الإمارات لأكثر من جبهة وأياد مدسوسة تحاول عرقلة هذا الاتفاق التاريخي بأياد إخوانية تحتكرها جهات عربية وإقليمية.

لم يكن لهذا الاتفاق أن يرى النور لولا الحكمة والإيثار اللذين تحلت بهما قيادة دولة الإمارات، وقد أشاد بهما بيان التحالف العربي، الذي عرف حجم الألم وحجم الضرر ونكران الجميل من بعض الأطراف اليمنية التي تحركها جهات خارجية على ما قدمته الإمارات وما ضحت به، فمن المؤلم حقاً أن يقف يمني أياً كان انتماؤه ويعض اليد التي امتدت له وقطعت من قوتها وأعطته حباً وكرامة وإيماناً وقناعة بعدالة قضيته، ومع ذلك صبرت القيادة الإماراتية، وعضت على حكمتها بالنواجذ من اجل إتمام الأمر وإنهائه نهاية مشرفة وها هي ولله الحمد تجني ثمرة حكمتها وصبرها على الصغار.

وها هي الأيام تؤكد للجميع أن الأطراف المتحالفة مع هذه الجهات الخارجية هي كالسوس الذي ينخر جسم اليمن من الداخل ويهدد أي صيغة توافقية قد تتم من قبل غالبية الأطراف وما تصريح وزير النقل اليمني صالح الجبواني في تغريدة على تويتر الذي وعد بإفشال اتفاق الرياض المزمع توقيعه رسمياً، إلا دليلاً على ذلك وقال:« إن ‏أي اتفاق يتضمن شراكة مع الانتقالي يعني فشل التحالف ومهمته في اليمن».

ما اكتشفته الإمارات مبكراً اكتشفه التحالف لاحقاً، وستكشفه بقية الأطراف اليمنية في الأيام المقبلة، ولكنها الحكمة الإماراتية اقتضت أن تترك للآخرين تلك المهمة.

بعد هذا الاتفاق، الكرة في ملعب اليمنيين وحدهم يملكون قرارهم، ووحدهم من يحددون وحدتهم، أو انقسامهم أو طبيعة تقسيماتهم، ليتفرغ التحالف العربي والجيش اليمني الموحد لتحرير بقية مناطق اليمن وهذا هو الأصل، ولولا حكمة الإمارات وإيثارها وصبرها وتحملها لإساءة بعض الأطراف اليمنية لها لنجحت مؤامرة التفتيت وإشغال اليمنيين والتحالف بمعارك جانبية تبعدهم عن المهمة الأساسية.

 

 

Email