أردوغان والضوء الأخضر للعدوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتابع معظمنا بقلق بالغ العدوان التركي الوحشي على سوريا الشقيقة..وقد ساورنا القلق منذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة المجاورة للحدود التركية السورية وبعدها ببضعة أيام شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوماً واسعاً علي دولة عضو في الأمم المتحدة وأيقن كثيرون أن اردوغان ما كان يمكنه الدخول إلى شبر واحد في الأراضي السورية إلا بعد تلقي الضوء الأخضر من ترامب.. وهو ما أكدته عدة مواقف وتصريحات من الجانبين، مثل نفي وزير الدفاع التركي بقصف منطقة مجاورة لوحدة أمريكية في سوريا وتأكيده بأن التنسيق مستمر بين الجانبين، الأمريكي والتركي!! من جهة ثانية اعترضت واشنطن على صدور قرار إدانة للعدوان التركي من مجلس الأمن الدولي الذي انعقد بطلب من بعض الدول على أثر العدوان.

ومن الأمور الجديرة بالتأمل فتح أبواب السجون في الشمال السوري للآلاف من ميليشيات تنظيم داعش الإرهابي، وقد استغل اردوغان هذا الموضوع في ابتزاز الدول الأوروبية التي عارضت غزوه وهدد بإرسال إرهابيي داعش إليها انه اعتراف صارخ بأنه المتحكم مع حلفائه في هذا التنظيم.

واندهش البعض منا، من أين أتى اردوغان بكل هذه القوة على تحدي العالم بأسره والذي انضمت حتى أمريكا، من باب رفع العتب، في إدانته.

والأقرب إلى المنطق، إن الأغا التركي والذي كان ينتظر بشغف، تمزيق الوطن العربي إلى دويلات عرقية وطائفية وفق مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي كان هو احد أطرافه، قد دخل في محاولة جديدة بعدما أفشلت ثورة الثلاثين من يونيو المصرية المخطط الجهنمي، وأصابته لوثة جنونية ضد مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي فلا يمر يوم تقريبا، دون هجومه على الرجل الذي تصدى لأحط مخطط كان يتهدد الوطن العربي بأكمله فانتقل المتآمرون إلى فصل جديد يتمثل في الغزو العسكري لسوريا، الإقليم الشمالي لمصر وحيث الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة إبان الوحدة بين القطرين..ويصعب على أي عربي ألا يصيبه الذهول، من موقف التفرج والعجز وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا تعرض أحد العملاء إلى مجرد مساءلة قانونية في وطنه.

كذلك، كشف العدوان التركي الغادر على سوريا عن المزيد من كراهية المتأسلمين العرب للأوطان، فقد أطلقوا على جيش العدوان التركي صفة، الجيش المحمدي! أي تدليس هذا وأي خيانة يستحيل أن يجد لها تبريراً أي مواطن شريف، الأدهى أن الإخواني التركي اردوغان أطلق على عدوانه عنوان، نبع السلام، بما يؤكد نهج هؤلاء في التزييف الفاضح.

حتى كتابة هذه السطور، كان العدوان التركي، وهو الفصل الجديد في مؤامرة تفتيت الوطن العربي والتي استهدفت مصر في المقام الأول، لا يزال مستمراً وسط عالم يكتفي بالإدانات الشفهية، ولكن هذا العالم، يشهد مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها البشرية، لأن التخاذل المريب عن ردع المختل التركي الذي يريد احتلال الوطن العربي بادعاء إحياء الخلافة، والتي أذاقتنا الذل والهوان والتخلف عدة قرون، يفتح الباب أمام فوضى عارمة، ولكني على ثقة من دحر هذا العدوان الذي كشف العديد من أوراق أعداء، استخفوا بعقولنا، وانتصار سوريا بإذن الله...

Email