لغة القانون

أصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن نظرة الإنسان إلى نفسه تتغير عندما يتم إنصافه، ليصبح أكثر ثقة بذاته، وتمسكاً بالحياة، ويتطلع بعدها إلى أن يكون فاعلاً ومنتجاً في محيطه، هذا ما شعرت به فئة عزيزة وغالية على قلوبنا في مجتمع الإمارات، عندما تقرر تغيير مصطلح «ذوي الإعاقة» إلى «أصحاب الهمم»، بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فيا له من وصف يعبر عن فئة من فئات المجتمع، وصف ساهم في تغيير نظرتهم لأنفسهم ونظرة الناس إليهم.

يطلق مسمى أصحاب الهمم على كل شخص يعاني من قصور في قدراته الجسدية، أو الحسية، أو العقلية، أو الاتصالية، أو التعليمية، أو النفسية، بشكل كلي أو جزئي، دائم أو مؤقت، وتم إطلاق هذا المسمى على هذا الشخص، نظراً للجهود الجبارة التي يبذلها في التغلب على التحديات الجسدية والنفسية التي يواجهها في تدبير شؤون حياته وبناء مستقبله، وتأمين احتياجاته، وتحقيق أهدافه وطموحاته.

مسمى «أصحاب الهمم»، هو في حقيقته (وسام) يزين صدور هذه الفئة من المجتمع، وهم يستحقونه بالفعل، لأنهم وبرغم التحديات التي يواجهونها لم ينعزلوا عن مجتمعاتهم وينغلقوا على أنفسهم، بل على العكس من ذلك، فحين فتحت لهم الأبواب للمساهمة في بناء وطنهم، هبوا وانطلقوا وحققوا نجاحات عجز عنها غيرهم من الأصحّاء.

ولكي تبقى تلك الأبواب مشرعة على مصراعيها أمام هذه الفئة من المجتمع، وتمكينها من المشاركة في بناء الوطن وتحقيق نهضته، حرصت حكومة دبي على تسخير كل الإمكانيات، وتذليل جميع الصعوبات، وذلك من خلال إطلاق مبادرتها المنبثقة عن خطة دبي الاستراتيجية 2021 التي حملت شعار «البيئة المؤهلة لأصحاب الهمم»، والتي انبثقت عنها مجموعة من التشريعات والسياسات والخطط والبرامج التي تم وضعها بناء على معايير ومبادئ التصميم العالمي باعتبارها مبادرة تشاركية بين مختلف فئات المجتمع والجهات الحكومية المختلفة، وذلك بهدف تحويل مدينة دبي بالكامل، إلى مدينة صديقة ومؤهلة لأصحاب الهمم بحلول عام 2021.

* قانوني أول- رئيس شعبة تشريعات البنية التحتية في اللجنة العليا للتشريعات

 

 

 

Email