صوت مصر العالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الدورة الرابعة والسبعون لمنظمة الأمم المتحدة مصر في ثوبها الجديد،حيث استمع العالم أجمع إلى صوتها، البعض فرحاً بها، والبعض الآخر منبهراً، وقسم مختلف كان يتلمظ غيظاً..

القى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بالغة الدلالة على مصر الثلاثين من يونيو، وحظيت كلمته باهتمام شديد وإن اختلفت المواقع..فقد ردد الأعداء ما استطاعوا من ادعاءات وافتراءات،مثلاً، حول موقف مصر من القضية الفلسطينية وتمادوا في كذبهم إلى أن الرئيس السيسي قد وافق على ما عرف بصفقة القرن.

فإذ بالسيسي ومن على المنبر العالمي يؤكد على موقف مصر الثابت من دعم حقوق الشعب الفلسطيني، في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأعتقد أن الرئيس الأمريكي استمع جيداً إلى كلمة السيسي، كذلك شدد الرئيس على حقنا في الحياة وأن الطموح الإثيوبي في بناء سد النهضة.

وإن كان طموحاً مشروعاً، إلا انه يستوجب تحقيقه في عدد من السنين، قد تكون أكثر مما تريد اديس ابابا، لكن ذلك أمر حيوي ولا مفر منه، حتى لا تموت الملايين في مصر عطشاً.

وقد طرح الرئيس المشكلة علناً بحيث يقف العالم على مدى خطورة التصلب الأثيوبي وعدم الانصياع إلى صوت الحكمة التي لا تقبل أن تنفذ مشروعاً يعود عليك بالخير في مدى زمني طويل حتى لا تضر ببلد إفريقي، وهو ضرر قد يصل إلى حد الموت، ولن يوجد من يؤيد إثيوبيا في موقفها المتعنت والذي لم يسبق له مثيل في التاريخ..تحدث الرئيس عن كارثة الإرهاب، بشقيه، المحرضين الممولين والمنفذين بحيث يتحمل كل طرف مسؤولياته.

كذلك تحدث الرئيس السيسي باسم القارة الإفريقية بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وكان خير مدافع عن القارة السمراء الواعدة، ومنبهاً إلى ما بها من ثروات، خاصة المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية إلى جانب الثروات المعدنية وهو ما يجب أن يشجع على الاستثمار فيها، لخير إفريقيا وخير المستثمرين.

وقد تزامن مع مشاركة الرئيس في هذه الدورة الدولية، تصاعد مريب من قبل جماعة الإخوان الإرهابية ورعاتها، لا سيما تركيا وقطر، وهو ما بات معروفاً للجميع، إذ استعرت الحرب على مصر السيسي وانطلقت الأكاذيب والشائعات بدرجة مثيرة للانتباه، لكونها انطلقت بشبه هيستيريا بالتزامن مع مشاركة الرئيس في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ولعل أكثر ما يؤلم، أن العدو في هذه المرة هو من الداخل، وهو يتقاسم معنا الطعام، ملامحه هي ذات ملامحنا ولنا نفس اللغة.

والأدهى انه يمارس أبشع الجرائم ضد وطننا، والتي فاقت في شراستها جرائم العدو التقليدي الغريب، متسربلاً بعباءة الدين، وقد أدمى قلوبنا الهجوم الخسيس الذي وقع مؤخراً في سيناء وأدى إلى استشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة..

لكن المفزع، أن هؤلاء الذين يخدعون البسطاء باسم الدين، ضبطت قوات الأمن لديهم كميات رهيبة من الأسلحة والأكثر بشاعة كميات المخدرات بأصنافها وفوق ذلك زراعة الخشخاش، أي أن حربهم على مصر لا تقتصر على القتل الوحشي بالأسلحة والمتفجرات، بل أنهم زادوا عليها كل أنواع المخدرات لتغييب عقول الشباب المصري..

ولا يخفى على أي عاقل أن الحرب المستعرة الآن على مصر تستهدف وقف التقدم الذي يحدث فيها على كل صعيد وافاق الاحتياطي الكبير جدا من الغاز وكما قال البلتاجي إن الإرهاب في سيناء سيتوقف عندما يعود مرسي إلى القصر فإن الرئيس التركي اردوغان، أوضح من خلال أبواقه، أن الحرب الإرهابية على مصر ستتوقف عندما يشارك في حقول غاز المتوسط.

وهو ما كشفه الإعلام بمهنية محترمة، نأمل أن تكون بداية عودة الوعي الإعلامي التي تصل إلى كافة طبقات الشعب..الرئيس السيسي يعرف تماماً كل خبايا المؤامرات الخسيسة ولكنه يثق في قدرة المصريين، شعباً وجيشاً في هزيمة الأعداء أينما كانوا، وهو القائل إن القوي لا يستطيع أحد أن يأكل لقمته.

Ⅶ كاتبة ومحللة سياسية

 

Email