45 مليار دولار في 45 دقيقة فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن المؤسسات والشركات والمنظمات التي نراها منتشرة من حولنا تعتمد في إدارتها على الرجال الأقوياء، فهؤلاء الأشخاص هم من سيدير دفة الشركة نحو تحقيق أهدافها، وهم مع فرق عملهم سيصنعون المجد المنشود لهذه المنظمة أو الشركة.

هؤلاء الأشخاص عليهم مسؤوليات كبيرة لابد منهم أن يتحملوها بأنفسهم، لذا وجب على إدارة الشركة اختيار قادتها بعناية ممن تتوفر فيهم الشروط اللازمة للمرحلة المقبلة من مستقبل الشركة، كما يجب أن تتوفر أيضاً مميزات خاصة بفرق عملهم أيضاً، وقد تكون هذه المميزات مشتركة بين الموظف ومسؤوله، ومن أهم هذه الصفات مهارة الإقناع.

إن فن الإقناع من المهارات التي لابد أن تتوفر فينا جميعاً كموظفين وعاملين، ورؤساء ومرؤوسين، فهذه المهارة هي التي تعني أنني أستطيع بيع خدمة أو منتج بأفضل سعر وبرضا تام من المشتري، وبالتالي سيتم جذب الأموال والاستثمارات إلى المؤسسة والمنظمة التي أنتمي إليها.

ولا يخفى عليكم كيف أن تميز بعض الأشخاص بهذه المهارة جعل منهم محامين ناجحين، أو مسوقين محترفين، أو قادة ملهمين، وهناك كم هائل من الصفقات الناجحة التي تمت حول العالم نتيجة لفن الإقناع الذي استخدمه المسوق أو البائع، وهناك قصص ملهمة تم فيها الاستثمار خلال دقائق معدودة، فيتم إقناع صاحب رأس المال بالاستثمار في المؤسسة هذه أو تلك، مما يضمن دخول المليارات إلى خزينة الشركة في مقابلة عمل لا تتجاوز الدقائق.

ومن القصص الملهمة في هذا الشأن الشراكة التي حدثت بين صندوق الاستثمارات السعودي وسوفت بنك الياباني، حيث إن المقابلة التي جمعت كلاً من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وماسايوشي سون المستثمر الياباني، والتي كانت فقط لمدة 45 دقيقة، نتج عنها 45 مليار دولار كاستثمار سعودي في صندوق تكنولوجي يتبع الشركة اليابانية، ولك أن تتصور كيف أن الدقيقة في هذه المقابلة بمليار دولار.

يا لها من همة عالية، ويا لها من قوة، الجملة المفتاحية في هذا اللقاء جلبت لشركة استثمارية مبلغاً فلكياً، لذا وجب الاهتمام بهذه المهارة على وجه الخصوص، ليس فقط في صغار الموظفين من المسوقين بل أيضاً في القادة الكبار للمؤسسة، وهنا في هذا المقال نذكر بعض أساليب الإقناع والتي استلهمناها من هذه القصة الرائعة للمستثمر الياباني مع ولي العهد السعودي.

اعرف مع من تتحدث: بداية يجب اختيار الشخص المناسب للحديث معه، شخص قادر على تمرير الصفقة التي تعرضها، أو مسؤول بيده خيوط المؤسسة، هذا هو الشخص المطلوب إقناعه لأن بيده القرار.

الجملة الافتتاحية مهمة للغاية: الياباني سون قال في أول مقابلته مع ولي العهد السعودي «أتيت من طوكيو للحديث معك لأول مرة، سأمنحك هدية، هدية ضخمة، هدية تقدر بتريليون دولار، فقال الأمير حسناً، الأمر فعلاً مثير، فقلت إذا استثمرت 200 مليار دولار فسأمنحك تريليون دولار»، لذا وجب التنبه للجمل الافتتاحية والتي ستعطي الانطباع الأولي عن مدى جديتك وصدقيتك عند عقد الصفقات.

إيراد الأدلة والبيانات المهمة باختصار: سأل ديفيد روبنشتاين مذيع تلفزيون بلومبيرغ الأمريكي رجل الأعمال الياباني ماسايوشي سون كيف أنه أقنع الأمير محمد بن سلمان خلال ساعة بهذه الصفقة، فقاطعه الياباني قائلاً «قولك ساعة واحدة أمر غير صحيح، استغرقني الأمر فقط 45 دقيقة فأقنعته بـ45 مليار دولار»، وهنا لك أن تتخيل كيف بالإمكان أن تقنع شخصاً بدقائق معدودة بأن يضع مبلغاً طائلاً في استثمار أنت تديره، وهذا يستلزم بالدرجة الأولى أن تكون على قدر كبير من الكفاءة في مؤسستك، وتملك من البيانات الصحيحة والمختصرة ما تؤثر به في رأي الشخص الذي تقابله، فجمع كل البيانات اللازمة لمثل هذه المقابلة سيكون بمثابة الطريق الموصل لتنال ثقة العميل.

إن فن الإقناع هو من المهارات التي من الممكن اكتسابها مع الأيام، طور من مهاراتك عزيزي القارئ، سواء أكنت مديراً أو موظفاً، فهذه المهارة ستفتح لك الأبواب المغلقة من بعد فضل الله، إن العديد من الامتيازات والدرجات والجوائز، تم أخذها من قبل أشخاص يتقنون كيفية إيصال المعلومات، ولديهم حصيلة كبيرة جداً من البيانات، لذا وجب التنبه لأهمية ما ذكرناه آنفاً، ونتمنى التوفيق للجميع.

Email