إيران الخطر الأكبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى أربعين عاماً. ومنذ بدايات ثورتها. دخلت إيران في حرب استمرت لمدة ثماني سنوات تقريباً. أهلكت فيها الحرث والنسل وملايين الضحايا من الأموات والثكالى والمعاقين وغيرهم. وبنهاية تلك الحرب استسلمت وكأن تلك السنين والمليارات من الأموال التي ذهبت أدراج الرياح.

بلا فائدة. حيث كان التصلب والعناد والمكابرة وعدم تقديم التنازل البسيط في سبيل المحافظة على الشعب والبلاد من خطر الحرب والدمار.

وبعد هذا كله دخلت مغامرات أخرى هدفت من خلالها التدخل في شؤون الآخرين ومحاولة السيطرة وبسط النفوذ في أماكن متفرقة من العالم العربي. في خطوة يعتقد بأنها ترغب في إحياء أحلام الإمبراطورية القديمة في السيطرة على المحيط الإقليمي.

فدعمت الميليشيات في لبنان منذ بدايات الثمانينيات. وزودتها بالسلاح لغرض التقاتل فيما بين الأخوة الأفرقاء. بدلاً من البحث في سبل التوفيق بينهم.

ثم بعد ذلك انتقلت إلى مغامرة أخرى هي التدخل في الشأن العراقي وأصبحت الآمر الناهي والمتحكم في مفاصل حياة هذا البلد. وتم هذا الأمر لها بمساعدة قوى كبرى ضمن صفقة مصالح مشتركة ومتواطئة.

دمرت هذا البلد وقسمته إلى شيع وفرق وأحزاب غذتها بكل الطرق والأساليب الملتوية. وقامت طهران بتوجيه جهودها العنصرية والطائفية والتطهير العرقي ضد العديد من الفئات المخالفة. ومارست أبشع أنواع التمييز العنصري والقتل.

ولم تقف عند هذا الحد. بل تدخلت بقواتها ودعمها للنظام في سوريا إبان انتفاضة الشعب السوري على أوضاعه البائسة عام 2011. وساهمت إيران في قمع الشعب السوري وقتله وتهجيره. بدلاً من التوجيه للأطراف بالجلوس لطاولة الحوار. وساهمت بشكل كبير في تقسيم هذا البلد.

وأوصلته إلى ما وصل إليه من الدمار الشامل وتشريد شعبه... واستمرت على هذا الحال ودعمت وساهمت في نشر الدمار والخراب. في جميع الأنحاء. ووجهت الجزء الأكبر من مواردها نحو الحروب ونشر القتل والإرهاب في العالم. ودعمت الميليشيات الحوثية في اليمن ومولتها بأحدث أنواع الأسلحة ودفعتها للاعتداء على المملكة العربية السعودية وتهديد الملاحة الدولية.

إن تاريخ ملالي إيران خلال تلك الأربعين عاماً كان أسود بسبب حبهم للسيطرة والنفوذ واستعباد الأنظمة والشعوب. ولم يقف هذا النظام عند هذا الحد. بل استغل موارد شعبه الذي قمعه وأخمد فيه أي صوت للمعارضة أو رفع الصوت، ولم يتوان النظام عن قتل شعبه في سبيل أفكاره الرجعية والمتخلفة، ووجهت إيران مواردها نحو تمويل الميليشيات الإرهابية في العديد من الدول، وشراء وصناعة السلاح بكل أنواعه، وركزت جهودها على سلاح الدمار الشامل.

وكأن السلاح التقليدي لا يفي بتعطشها للدم والقتل والإرهاب. وسعت وتسعى لتخصيب اليورانيوم للاستخدام في تصنيع السلاح النووي القاتل للنفس البشرية بأبشع أشكاله. في خطوة تعتقد بأنها يمكن أن تثبت قدماً قوية لها على الساحة الدولية إن هي قامت بامتلاك السلاح النووي لترهب به العالم وخصوصاً دول الجوار. واستكمالاً لدور السيطرة والنفوذ والغزو استمرت باحتلال أراضٍ لا حق لها بها واستولت عليها بالزور والبهتان وهي الجزر الإماراتية.

والأهم من هذا وذاك، فقد أتى على مدى تلك الأربعين عاماً العديد من زعمائهم المزعومين بالتصريح مراراً وتكراراً على مدى تلك السنوات الأربعين بمحو إسرائيل من على الخريطة. وفي الحقيقة بأننا لم نر أي خطوة أو أي طلقة واحدة يتيمة تطلق تجاه إسرائيل، وفي المقابل لم نجد سوى قيامها بدعم أذرعها وأدواتها البالية هنا وهناك. بعد هذا كله لم نجد لدى هذه الدولة العدوانية سوى نشر الدمار والخراب في جميع البقاع.

مثل هذه الدولة لا يرجى منها أي خير للبشر وللإسلام وهو ما رأينا على مدى تلك الأربعين عاماً من الشر المطلق.

Email