الإمارات والسعودية وأمن الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة هذه الأيام بالذكرى 89 لليوم الوطني الذي يصادف 22 من سبتمبر. وللسعودية في قلوب أهل الإمارات موقع خاص ومكانة مميزة؛ فهي ليست فقط الشقيق الأكبر والجار المهم الذي تتقاسم معه الإمارات أطول مسافة من حدودها بل الشريك الاستراتيجي والحليف القوي الذي تقف معه الإمارات في خندق واحد ضد أطماع الطامعين وغيرة المشككين.

فمنذ خمسة أعوام والسعودية تقود قوات التحالف العربي في اليمن لإعادة الشرعية إلى ذلك البلد المهدد، وتقف معها دولة الإمارات إدراكاً منها لأهمية هذا التحالف في صد الأخطار الإقليمية التي تتعرض لها منطقة الخليج ككل.

وقد أرست الإمارات والسعودية أنموذجاً متكاملاً من التعاون والتنسيق في العلاقات الثنائية وفي جميع المجالات. ونجحت الدولتان في بناء علاقة استراتيجية شاملة ومتكاملة ضمن منظومة أخلاقية عالية مبنية على حسن الجوار والمصالح القومية المشتركة.

وخلال السنوات الأخيرة شهدت منطقة الخليج العربي تطورات أمنية وعسكرية أثرت على الأوضاع العامة في المنطقة. وخلال تلك التطورات ظهر التعاون والتنسيق واضحاً بين البلدين. فخلال أزمة اليمن كان التنسيق السعودي - الإماراتي واضحاً ونجح في خلق تحالف قوي مع دول أخرى لصد الخطر الذي يواجه المنطقة.

واختلطت الدماء السعودية بالدماء الإماراتية في تضحية فذة من أجل المصالح العليا لدول الخليج العربي ككل ودعماً للشرعية في اليمن وتعزيزاً للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. وقد بلغت العلاقات الإماراتية - السعودية مستوى متميزاً من التفرد بإنشاء مجلس التنسيق الإماراتي - السعودي للإشراف على التعاون في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية والتجارية.

فهناك اليوم مئات الشركات السعودية العاملة في دولة الإمارات كما يوجد العشرات من المشاريع الإماراتية في المملكة العربية السعودية باستثمارات من الطرفين تتخطى مليارات الدولارات. كما يمثل السياح السعوديون أكبر شريحة في خريطة السياحة الخليجية إلى الإمارات.

وتستند العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى جذور تاريخية قوية وإرث حضاري مشترك يرجع إلى مئات السنين. وأضافت العلاقات التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان والمغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز، لبنة قوية لمتانة العلاقات بين الطرفين.

وتمثل اليوم السعودية والإمارات أنموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية. فالدولتان تمتلكان أكبر اقتصادين خليجيين وعربيين وبالتالي تشكلان منظومة اقتصادية قوية تعد دعامة لاقتصاديات مجلس التعاون خاصة وللاقتصاد العربي بشكل عام. كما أن الإمارات تعد أكبر شريك اقتصادي للسعودية في المنطقة.

وتعد المشاريع الإماراتية في السعودية رديفاً مهماً لاقتصاد المملكة. فمدينة الملك عبد الله الذي تنفذه شركة إماراتية يعد أكبر مشروع اقتصادي بين الطرفين، كما قامت أبوظبي بإطلاق مدينة الرياض على أكبر مشروع إسكاني في أبوظبي.

العلاقات المتميزة بين البلدين تعد دعامة قوية لاستقرار المنطقة. فتلك العلاقات المتميزة أنموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دول الجوار. ودولة الإمارات اليوم تنظر إلى السعودية وهي تحتفل بيومها الوطني نظرة الشقيق والحليف والجار وتتمنى له دوام الازدهار والاستقرار. فأمن السعودية هو أمن الإمارات واستقرار وازدهار السعودية يمثل دعامة لاقتصاد الإمارات.

وقد عملت كل من السعودية والإمارات على حماية مجلس التعاون وتعزيز الأطر المشتركة بين دوله، ودعا الطرفان إلى نبذ الخلافات الخليجية - الخليجية ووضعها على طاولة النقاش في جو من الوضوح والشفافية واحترام مصالح كل دول الخليج وحماية أمنه.

إطلاق مقولة إن السعودي إماراتي والإماراتي سعودي يرد على كل من تسول له نفسه الصيد في الماء العكر لتعكير صفو العلاقات المتميزة بين الطرفين. فلا شيء يفرح الإمارات أكثر من أن ترى السعودية دولة آمنة وقوية ومستقرة. فاستقرار السعودية وأمنها ورخاؤها يصب جميعه في صالح الإمارات.

فالنهج الذي تسير عليه العلاقات المشتركة بين البلدين في المرحلة الراهنة هو برهان أكيد على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين الطرفين والمصالح المشتركة بينهما، وهي دليل أيضاً على أن العلاقات بين الطرفين تتعدى علاقات الجوار إلى علاقات التحالف الاستراتيجي والأمني الذي يصب لصالح أمن منطقة الخليج ورخاء مجلس التعاون الخليجي.

Ⅶ جامعة الإمارات

 

Email