رهان «الخرّاصون»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُنهي رسالة محمد آل جابر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، رهان «الخرّاصون» في قطر وتركيا وإيران، بوجود أيّ اختلاف داخل التحالف العربي، وتؤكد لهم جميعاً، أن بيان السعودية في الخامس من سبتمبر 2019، غير خاضع للتأويل، بل تبين بوضوح أن جهود المملكة والإمارات هي الركيزة الأساسية في إنهاء الأزمة التي حدثت في بعض المحافظات الجنوبية، وذلك «وسط تجاوب ملموس وبمسؤولية عالية من القيادات التي ذهبت إلى جدة تلبية لنداء المملكة للحوار».يوضح آل جابر، في تغريدات رسمية له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «إن المملكة العربية السعودية تقدر تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات، وتؤكد أنهم يمثلون مع إخوانهم في كافة القوى الوطنية اليمنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث في اليمن»، فيحسم الجدل الذي يثيره المتلونون، والذين يبيتون وهم يخططون لضرب التحالف العربي، بخلق الفتنة بين شمالي اليمن وجنوبه.

رهان «الخراصون» بتفكيك التحالف العربي، ذهب مرات وعاد ليذهب مرة أخرى، هباءً منثوراً، بعد خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن الإمارات والسعودية في خندق واحد، ليس في اليمن فحسب بل في الاتجاهات كافة، الإقليمية والدولية، كيف لا، وسموه مؤمن، ومن خلفه الإماراتيون جميعاً والشرفاء من العرب، أن مملكة العدل السعودية، تعدل أيضاً في تفهّم تطلعات ورؤى أطراف الأزمة اليمنية جميعاً، على الأسس التي أقيم من أجلها التحالف العربي.

وبين مليونية الوفاء اليمنية، في الجنوب، التي سُمعت أصواتها عالية في شرق الأرض ومغربها، وبين بيان السعودية الداعي لأهمية الحوار في جدة، وقف «الخراصون» تائهين، فحاولوا تارة تصوير ذلك الوفاء العظيم بأنه سهم في صدر التحالف، ثم انقلبوا على أعقابهم حين ظهرت صور خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وأعلام السعودية، خفاقة في تلك المليونية، فراحوا يقلّبون في بيان السعودية، يقتطعون منه أجزاء حول دعم الشرعية، لإثارة الفتنة من جديد!

المؤامرة، في المطبخ الاستخباري الإيراني القطري المشترك، لن تتوقف، وستظل عبر التمويل المفضوح لجماعات الإخوان في اليمن، وفي كل مكان، تنتهج بث الفتنة والإرهاب، سواء من خلال حزب الإصلاح اليمني المتطرف، الذي ترك جبهات القتال مع الحوثية، وأدار وجهه وسلاحه نحو الجنوب، وأيضاً من خلال الهاربين كحمود المخلافي، الذي يجلس في تركيا، يلبس طربوشاً، ويعقد الصفقات، الواحدة تلو الأخرى، على حساب دماء الأبرياء في تعز، واليمن جميعاً، وكذلك من خلال شراء ذمم كتبة تقارير حقوق الإنسان، التي تستند على المزاعم والأكاذيب القطرية الإيرانية، ولا سند لها على أرض الواقع والحقيقة.

في تلك الجلبة، التي يثيرها العملاء، والتي لا يبدو أن قيادة التحالف العربي، تعيرها أدنى اهتمام، ومع كل محاولات دعاة الفتنة، يظهر صوت العقلاء والأوفياء أشد وقعاً على الرأي العام الإقليمي والعالمي، فالدعوة الجادة للحوار في جدة، واستجابة الجنوبيين لها، دون شروط، وتراخي أطراف في حكومة اليمن، محسوبين على الإصلاح، وضع «الخراصون»، ومن والاهم، في زاوية مظلمة، لا فكاك منها، ولا سبيل للخروج، إلا بإعلان التوبة وإخلاص النية، لعودة الأمن والسلام في الجنوب والشمال.

بعد الجلبة، ومغادرة الغبار المسموم، تجلّت في اليمن الصورة كعين الشمس: السعودية والإمارات قوة، والحوار لتوحيد الصفوف شرط، ومحاربة الحوثية والإرهاب هي الهدف الأسمى الذي لن يتنازل عنه التحالف العربي، رضي من رضي، وغضب من غضب.

وجهة نظري، أن طريق السلام التي يمهدها ويحميها التحالف العربي، هي الخيار الأوحد لتحقيق كل الأهداف.

 

* كاتبة وإعلامية

Email