اليأس الإخواني.. والعفو بالعُملة الصعبة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعرف تاريخ جماعة «الإخوان» الإرهابية إلا طريقاً واحداً يبدأ بالحديث عن «الدعوة» لتكون ستاراً لتكفير المجتمع واستباحة الدماء البريئة، وبعد السقوط يبدأ الحديث عن «التوبة»، والبحث عن فرصة جديدة، ما أن ينالوها حتى يعاودوا المأساة، ويوغلوا في الإجرام!

وهكذا استمر الأمر، رغم اختلاف الظروف عادوا للعمل بعد ثورة يوليو 1952، ليحاولوا –كما هو دأبهم– سرقة الثورة والاستيلاء على الحكم، وعندما فشلوا بدأوا على الفور في التآمر حتى كانت محاولتهم اغتيال جمال عبدالناصر، التي دفعوا ثمنها بتحريم نشاط الجماعة وسجن الناشطين والقيادات، ومع ذلك فما أن تم الإفراج عمن قضى العقوبة منهم حتى كانت مؤامرة 1965 التي قادها سيد قطب .

والتي استهدفت مع الانقلاب على الحكم تدمير المنشآت الحيوية في مصر، وفي كل ذلك لم تتوقف محاولات الخديعة الإخوانية، ظلوا طويلاً يعلنون براءتهم ويطلبون فرصة أخرى، وحصلوا عليها –للأسف الشديد– بعد رحيل عبدالناصر، تحالف معهم السادات في خطيئة مأساوية دفع حياته ثمناً لها.

ثم كان ما كان في ثورة يناير التي خانوا فيها الجميع حتى استولوا على الحكم الذي لم يستمروا فيه إلا عاماً واحداً أسقطهم الشعب بعده، لكنه كان عاماً كافياً لإسقاط الأقنعة كلها عن وجه الجماعة الذي لا يحمل إلا كراهية للوطن والإساءة للإسلام والعداء للحياة.

أجبر الإخوان على ترك الحكم لكنهم لم يتركوا الإرهاب، بل أوغلوا فيه، ولم يغيروا مسار الخديعة الذي تربّت عليه أجيالهم.

منذ 30 يونيو حتى الآن لم تنقطع جماعة «الإخوان» عن ممارسة الإرهاب الذي كان آخر وأبرز مشاهده المأساوية الأخيرة في الانفجار الذي استهدف مرضى السرطان في المعهد القومي للأورام بالقاهرة، ومنذ 30 يونيو حتى الآن لم تنقطع مؤامراتهم على مصر (وفي كل أنحاء الوطن العربي)، ولم يتوقف طلبهم للثأر من الشعب الذي أسقطهم في 30 يونيو.

ومن قواته المسلحة التي انحازت لإرادة الشعب ونفذت مطالبه..

وأيضاً لم تتوقف الجماعة الإرهابية عن ترويج مبادرات بائسة تستهدف منها محاولة اختراق المجتمع بالحديث عن «مصالحة» لم يعد لها مكان بعد كل هذا التاريخ في الخداع، كما تستهدف أن تقول إنها ما زالت موجودة ومؤثرة، وأن تغطي على جرائمها بالحديث عن استعدادها لترك طريق الإرهاب لو منحت «الفرصة» التي حصلت عليها عشرات المرات.

في آخر محاولات الخداع الإخواني نجد الطريق الملتوي المعهود في كل محاولاتهم، بعض شباب «الإخوان» في السجون يطلبون من قياداتهم التحرك لحل أزمتهم ووقف معاناتهم، ويبدون استعدادهم للالتزام بالابتعاد عن العمل السياسي (ولا يقولون الإرهابي بالطبع)، واستعدادهم أيضاً لدفع مبالغ بالعملة الصعبة نظير الإفراج عنهم، وكبادرة لحسن النية كما يزعمون!

لم تكن حكاية «العفو بالعملة الصعبة» هي الإضافة الجديدة في «مبادرات» الإرهاب الإخواني التي تعددت دون إدراك إلى حقيقة أن سقوط الأقنعة قد أغلق الطريق أمام الخداع الذي أجاده الإخوان على مدى تاريخهم، ودون فهم إلى أن الشعب الذي أسقطهم في 30 يونيو، وقد أسقط معهم أي قدرة على التسامح مع الإرهاب حتى لو تواصل دعمه بالسلاح، ولو فتحت له خزائن دولة قطر أو تركيا ليطلب أن تكون العملة الصعبة بديلاً عن الثأر لدماء الشهداء!

لم تكن حكاية «العفو بالعملة الصعبة» هي إضافة «الإخوان» الوحيدة في آخر مبادرات الإرهاب.. وإنما كان رد زعيم العصابة والمسؤول عن الجماعة الآن إبراهيم منير، هو الآخر أسقط قناعاً آخر من أقنعة «الإخوان» ليكشف عن حقيقة الجماعة التي تحكمها روح «العصابة» التي يرسل زعماؤها الصبية الصغار إلى السجون أو الموت، ويبقون هم في الخارج يتمتعون بالحياة الفاخرة، ويزعمون البراءة.

يقول زعيم عصابة «الإخوان» مدعياً التبرؤ من «المبادرة» الجديدة: «لسنا نحن من أدخلناهم السجن، ولم تكن الجماعة تجبر الناس أن يكونوا إخواناً مسلمين»!

إنه منطق تجار المخدرات الكبار، يتركون صبيانهم يتحملون المسؤولية ويفرّون بالغنائم والأموال، ومشكلتهم أنهم لا يدركون أن الأقنعة قد سقطت، وأن الشعوب تعلمت، وأن كل أموال الأرض لا تستطيع أن تمحو جرائمهم.

كاتب صحفي

 

Email