وداعاً حبيب الصايغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

برحيل الشاعر والأديب حبيب الصايغ تفقد الإمارات قامةً مبدعة، وإنساناً دمثاً، وابناً باراً بوطنه، وفياً لنهج قيادته، محباً لثرى بلاده، برز في مجالات الإبداع، وفي مواقع المسؤولية الإعلامية والثقافية، أحد أبرز أعمدة الإعلام والصحافة والأدب، وشاعراً مجدداً ورمزاً من رموز الحداثة الشعرية.

لقد تميز الراحل في عمله، وشعره، وكتاباته المحبة لوطنه وإنسانه، فقدم أروع آيات العطاء والإسهام الثقافي الذي لا ينضب، بينما حجزت له مشاركاته الفاعلة مكاناً مرموقاً في المشهد الثقافي العربي، حيث مثّل وطنه خير تمثيل.

لقد جسّد الراحل، في سيرته الخاصة والإبداعية، النهج الإماراتي المضيء في التواصل مع المحيط العربي، والانشغال بشؤون الأمة وهمومها وقضاياها، والانتماء الأصيل لثقافتها. كما أبرز، كذلك، القيم الإماراتية في التفاعل الإيجابي مع الثقافة العالمية، والانتماء للحضارة الإنسانية، وقيمها المبنية على خير الإنسان والبشرية.

لقد ترك الراحل الصايغ بصمته في مجالات عدة، في الأدب والصحافة والعمل الثقافي. وأسهم بموهبته وخبرته وجهوده في تعزيز حضور الإمارات في المحافل والمؤسسات الثقافية العربية، ولعل في ترؤسه للاتحاد العام للأدباء والكُتاب العرب خير مثال على جهوده، وحرصه الدائم على مواكبة المكانة الريادية المرموقة التي تحتلها الإمارات في مجالات النهضة الشاملة.

لقد غاب الصايغ، صاحب القلم المبدع والعاقل والجريء، في قمة عطائه الأدبي والفكري والوطني، لكن بصماته واضحة وباقية في إنجازه والأجيال التي تتلمذت على يديه في مجالات الصحافة والفكر والشعر والأدب.

سيبقى الراحل الصايغ في ضمير من عرفوه، قامةً إماراتية وطنية عربية، ترك أثراً كبيراً في تطور المشهد الإعلامي والأدبي الإماراتي والعربي، وخلف إرثاً إبداعياً سيظل مصدر فخر واعتزاز ومدرسة للأجيال القادمة، وصفحة لا تطوى في كتاب الإبداع الإماراتي.

رحم الله الفقيد، والصبر والسلوان لأهله وذويه.

Email