قطر ودعم الإرهاب في أفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعم قطر للإرهابيين في أفريقيا ثابت بموجب تقارير الاستخبارات الغربية، وتأكد منه الجميع من خلال التسريبات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز التي كشفت العلاقة المباشرة بين الحكومة القطرية وتفجيرات بوصاصو.

كما نشرت صحيفة غارديان أسماء الجماعات الظلامية التي يدعمها بنك الريان القطري، ناهيك عن تقرير تايمز البريطانية الذي كشف تمويل بنك الدوحة لتنظيم القاعدة وفروعها المختلفة في كافة أرجاء العالم فما «الوسائل الخبيثة» التي تستخدمها الدوحة لدعم الإرهابيين في أفريقيا؟ ولماذا تهتم قطر بتأسيس الجماعات المتطرفة والإرهابية في القارة السمراء؟ وكيف يمكن أن تكون الردود الأوروبية والدولية على إشاعة قطر «ثقافة الموت» في القارة الأفريقية؟

نهاية الدور الوظيفي

لفتت العديد من التقارير والأدلة الموثقة في الصحافة الغربية، ارتباط قطر بالتطرف والإرهاب، وهو ما يطرح سؤالاً في غاية الأهمية، لماذا الآن؟ والإجابة تأتي من «نهاية الدور الوظيفي» لقطر التي دعمت جماعات إرهابية في قارات العالم.

، لكن دعم قطر للجماعات الإرهابية في أفريقيا أخذ منحى جديداً في الأعوام الثلاثة الماضية من خلال «أنشطة خبيثة» ظاهرها الدعم الإنساني والتعاون مع الحكومات الأفريقية لكن حقيقة الأمر هو دعم كامل للجماعات الإرهابية شمالي وشرقي وغربي القارة الأفريقية ما عزز من «بيئة التطرف» والإرهاب والقتل في القارة السمراء واستخدمت قطر الكثير من الوسائل وأبرزها سلاح المال والألاعيب السياسية من أجل خلق بيئة ضاغطة على الدول الأفريقية لتقبل بدور قطري يبدو في شكله الخارجي سياسياً أو إنسانياً لكنه ينتهي إلي دعم الإرهابيين.

وهو ما دفع حكومات دول أفريقية كثيرة إلى وقف التعامل مع قطر ومن هذه الدول إريتريا، وجيبوتي، والصومال، وموريتانيا، وموريشيوس، وجزر القمر، والنيجر، وتشاد، والجابون، والسنغال.

تورط مباشر

حاولت قطر خداع العالم خلال السنوات الماضية من خلال العمل عبر «شبكة وسطاء» يقومون بدعم المجموعات الإرهابية في أفريقيا، لكن الجديد في تسريبات نيويورك تايمز وغارديان وتايمز أنها وثقت أدلة «تربط مباشرة» بين مسؤولين قطريين ومؤسسات حكومية قطرية بالإرهابيين، فجهاز قطر للاستثمار هو ما يستثمر أكثر من 1.5 مليار دولار في شركة الاتصالات الأفريقية.

ومعروف أن هذه الاستثمارات ما هي إلا ستار لدعم الإرهابيين لأنه لا يوجد عائد مادي حقيقي من هذا النشاط، وتزامن زيادة النشاط الإرهابي في منطقة غربي أفريقيا مع تنامي النشاط القطري هناك منذ عام 2017، وهو ما كشفته التفجيرات الأخيرة في مالي وبوركينا فاسو، وأشارت المخابرات الفرنسية إلى ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في مالي.

وقدمت قطر مئات الملايين من الدولارات لتنظيم «أنصار الدين» وحركة «التوحيد والجهاد» اللذين يعملان لصالح تنظيم القاعدة وفق المداخلة التي قدمها الصحافي الفرنسي «ريشار لابفيير» أمام مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير الماضي والتي قال فيها إنه رأى بنفسه طائرة الهلال الأحمر القطري تقوم بتهريب الإرهابيين الذين قاتلوا الجيش الفرنسي من مالي إلى مكان آمن في ليبيا، وهو ما دعا عمدة مدينة «جاو» إلى اتهام قطر بدعم الإرهابيين في مالي عبر مطاري جاو وتمبكتو.

شرقي وغربي أفريقيا

ومولت قطر بشكل كامل تنظيم «الإصلاح - الدم الجديد» وهو الجناح العسكري لجماعة الإخوان في الصومال، كما أرسلت قطر ملايين الدولارات لقيادات حركة «الشباب المجاهدين» الإرهابية وزعيمها حسن أويس الذي عاش في قطر سنوات طويلة، لكن ما نشرته مؤسسة «دعم الديمقراطية» الأمريكية، بعنوان «قطر تمول الإرهاب» يوضح ضلوع قطر في كل العمليات الإرهابية الأخيرة في الصومال، حيث نقل عن وزارتي الخارجية والمالية الأمريكية أن قطر دعمت أكثر من 90% من الأنشطة الإرهابية في الصومال.

وبحسب تقرير المخابرات المركزية الأمريكية لعام 2018 فإن 5 حركات إرهابية رئيسة تلقت تمويلات ضخمة من قطر وأبرزها حركة التوحيد والجهاد، ومتمردو حركة تحرير أزود، وجماعة أنصار الدين، وأنصار الشريعة إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وهو الأمر الذي دفع الحكومة التشادية إلى وقف التعامل مع الحكومة القطرية بعد أن تأكد إنجامينا أن الدوحة وراء كل التنظيمات الإرهابية التشادية من بوكو حرام إلى المتمردين التشاديين الذين يعملون مع باقي الجماعات الإرهابية في ليبيا.

Email