صوتك أمانة أيها الناخب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد إماراتنا الغالية هذه الأيام انطلاق انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وتبذل اللجنة الوطنية جهوداً جبارة في التعريف بالعملية الانتخابية من أجل الارتقاء وتطوير إجراءات العملية الانتخابية. وتحدث اللجنة موقعها على الشبكة الإلكترونية باستمرار لتوفير كل المعلومات للمهتمين.

وبالرغم من كل المعلومات سيبقى سؤال أمام كل ناخب خلال الفترة المقبلة من ينتخب من بين المرشحين، حيث إن صوت الناخب أمانة وطنية تضع على عاتقه مسؤولية اختيار المرشح الأفضل لشغل مقعد إمارته في المجلس، حيث إن الناخب عليه دور كبير خلال الفترة المقبلة لأن صوته مع بقية أصوات الناخبين سيشكلون نصف المجلس المقبل. وهذا التصويت سيرسم نصف ملامح المجلس الجديد واتجاهاته السياسية والرقابية والتشريعية، فعلى سبيل المثال لو اختار الناخبون أعضاءً يعملون في القطاع الزراعي، فإننا سنرى المجلس المقبل يميل كل الميل نحو موضوعات ومناقشات تخص الزراعة.

ومن هنا تأتي أهمية تشكيل المجلس وأهمية اختيار المرشحين المناسبين لتمثيل كل أطياف المجتمع، فالعمل البرلماني تقوم فلسفته على أهمية التنوع الفكري، كما هو قائم على التنوع الجغرافي، حيث إن هناك مقاعد محددة لتغطي كل الدولة. إن فكرة التمثيل البرلماني قائمة على التعددية وأصل كلمة برلمان جاءت من اللغة الفرنسية وتعني النقاش والحوار. فالبرلمان هو المكان لطرح مختلف التوجهات والأفكار واختيار أغلبية الأعضاء للأفضل والأنسب للشعب.

كما أن الانتخابات الرابعة منذ مرحلة التمكين السياسي ستعتمد على النوع الجندري، وذلك امتثالاً لقرار صاحب السمو رئيس الدولة الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة إلى 50%. هذا التنوع لابد أن يكون في اعتبار الناخب. ولا يعني ذلك أن اهتمام المجلس المقبل سينصب على قضايا المرأة وإنما سيكون المنظور الأنثوي حاضراً للمساهمة في مختلف المواضيع الوطنية، وهو الأمر الذي سيثري مخرجات المجلس. فهناك عضوات في المجالس السابقة حملن على عاتقهن وتبنين موضوعات متنوعة مثل التعليم والإعلام والرياضة وحقوق الطفل وغيرها من القضايا المجتمعية الملحة.

ومرة أخرى سيتساءل الناخب لمن يعطي صوته، هل لمرشح يحمل شهادة الدكتوراه، أم مرشح لديه شهادة ابتدائية، أم مرشح أنفق الكثير من المال على الدعاية الانتخابية وصوره تملأ المدينة، أم مرشح يتحدث كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، أم مرشح حسن المظهر ويحضر الأفراح والأتراح، أم مرشح هامور، كما يطلق باللهجة العامية على رجل الأعمال الثري. ربما يكون هناك مرشح يدعو لمسيرة استعراضية لطيور الفلامنجو في شوارع المدينة ظهراً، لا بأس بالتصويت له من قبل محبي الطبيعة، إذا أرادوا ذلك، شريطة أن لا يكون هذا المرشح بائع طيور وله مصلحة مباشرة في الأمر. إن تنوع مشارب المرشحين الفكرية والثقافية والعلمية والحياتية كلها تصب في نهاية المطاف لمصلحة الوطن والمواطن.

لكن هناك سمات حيوية لابد أن يتصف بها المرشح وعلى الناخب أن يبحث عنها مثل الصدق والنزاهة والحيادية والموضوعية والجرأة والشجاعة والأمانة، والتمسك بالمبادئ. لو كان هناك مرشح خلوق ومحترم ومتعلم ومستنير فكرياً، لكنه ليست لديه الجسارة في الطرح والقول والرد، فلا يصلح أن يكون نائباً في المجلس.

كما أن المرشحين الذين يتولون مناصب عدة إلى جانب السعي لعضوية المجلس ليسوا بالخيار الأمثل، فالعمل في المجلس يتطلب جهداً كبيراً في القراءة ومتابعة التواصل المباشر مع مختلف أطياف المجتمع وليس الفئات المؤثرة والفئات المرتبطة بمناصبه الأخرى فقط، وتحديداً بعد الفوز في الانتخابات، بالإضافة إلى حضور الجلسات واجتماعات اللجان والاستقبالات الخاصة بضيوف وزوار المجلس. فالوطن والمواطن يستحقان كامل اهتمام العضو خلال الأربع سنوات من عمر فترة العضوية في المجلس. صوتك أمانة أيها الناخب فابذل جهداً لاختيار الأفضل لتمثيلك في المجلس.

Email