دبي عاصمة السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

(إرادة.. عزم.. أمل.. رؤية) هذه العناصر الأربعة حين تجتمع تكون كفيلة بتحطيم قواعد وأعمدة المستحيل أمام تحقيق أي فكرة أو مشروع وهي غالباً لا تجتمع إلا في نفوس نوع خاص من القادة الذين لا يتحدثون ولا يتباهون، ولكن يتركون هذا الشأن لمنتجاتهم الصامتة المتميزة بمجال الحرفية وإبداعات المهارة تحت شعار الفعل هو خير من يعبر عن بلاغة الحديث.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هو أحد هؤلاء القادة، حين بدأت في ذهنه فكرة مشروع عصرنة المدينة وتحويلها إلى واحدة من أكبر المزارات السياحية في العالم، فصناعة المدن وقولبتها من الغلاف إلى الغلاف أمر أشبه بالمستحيل، لولا حضور الإرادة ذات النفس العالي والطويل، والعزم المتوقد والأمل المقدام والرؤية الواضحة. هنا يصبح المشروع جاهزاً لدخول المصنع بجميع تفاصيله ومعطياته.

إنها نقلة نوعية عملاقة بجميع تفاصيلها وفي زمن قياسي، وهنا لا نتحدث عن نوعية العمارة وفنونها وما هي عليه أفقياً وعمودياً، رغم الأهمية، لكننا نتحدث عن بنية تحتية وشبكة طرق عملاقة بأنفاقها وجسورها، والأهم من هذا تلك الحرفية في مهارة تهيئة الأجواء الجاذبة وتسكير ثم السيطرة التامة على جميع المنافذ التي من الممكن أن يتسرب من خلالها ما يشكل عملية طاردة للسائح. فالتغطية الأمنية للمدينة شيء من الخيال، فالسائح في مدينة دبي يعيش أجواء أمنية قل ما يجدها في أي مدينة سياحية من مدن العالم، ليس فقط كونه آمناً على نفسه وماله ومن معه، بل آمناً معنوياً ومادياً لسلاسة الثقافة الأمنية الراقية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على البعد الاحترافي لتشكيل المنظومة الأمنية وجعلها بعيدة عن الأمن الذي يعبر عن كثافة الانتشار الأمني المزعج والذي يتسبب في تخويف الناس. وهنا تتجلى إبداعات الصناعة السياحية، بحيث تخلق أجواء آمنة للسائح من دون أن يرى حراساً وأجواء بوليسية تعطي انطباعاً بالرهبة والتخويف.

(إرادة... وعزم.. وأمل.. ورؤية) أربعة عناصر تجمعت واكتملت في وجدان حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن خلال هذه العناصر الأربعة تحطمت قواعد وأعمدة المستحيل، وترسخت قواعد الحلم لتصبح مدينة دبي «عاصمة السعادة» بحكم الأمر الواقع.

أتردد كثيراً على مدينة دبي وقبلها زرت مدناً كثيرة في العالم، ورغم عناصر الجمال المتوفرة فيها إلا أنها تفتقر إلى أجواء السعادة التي يلاحظها المرء على وجوه مجتمع السياح في مدينة دبي، وأنا شخصياً لا أشعر بالجاذبية التي أشعر فيها وأنا في دبي، وحين تمعنت في قراءة الأسباب وجدت أن صناعة السعادة هي مشروع «الحالة» بل هو الجانب الأصعب في المعادلة، على اعتبار أن المشاريع البنيوية والسياحية لها بداية ونهاية ثم تبدأ بتقديم خدماتها، أما مشروع تحقيق السعادة فله بداية لكن ليس له نهاية بل هو متجدد على مدار الساعة، فهو يكمن بالجانب النفسي للسائح ويتوقف على إدارة استقباله بدءاً من ركوب الناقل الإماراتي مروراً بمطار دبي ومرونة الاستقبال وسرعة الإنجاز حتى وصوله إلى مقر إقامته.

هذه الرحلة رغم بساطتها للوهلة الأولى إلا أنها الأصعب في كل المشروع، ولولا أن هذه الرحلة البسيطة التي توفرت للسائح فيها إدارة عصرية في حرفة فن التعامل، ابتداء من أول ركوب سلم الناقل الإماراتي حتى وصوله محل إقامته بما فيها إجراءات المطار من تقدير وتأمين آمن واحترام والشعور بأجواء التسامح والمساواة، لا فرق بين جنس وجنسية، فحضن دبي يحمل الجميع بكل حب واحترام.

من هنا ومن خلال النجاح في توفير مثل هذه الأجواء وهي الأصعب في صناعة المشروع لمدينة كاملة جعلتها مزاراً لأمم الأرض دون استثناء لا يصنعها إلا قائد متميز في الاستثنائية بتقدير امتياز، مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي جعل من دبي رائدة في الثقافة السياحية وتتصدر المدن الاقتصادية، وبالتالي فهي تستحق أن تحمل عنوان: «دبي عاصمة السعادة بكل جدارة».

وهنيئاً لكم يا دولة الإمارات بمدينة دبي، ولا تهون بقية الإمارات الأخرى فلكل منها طابعه الجمالي الخاص بها.

 

ـــ كاتب كويتي

Email