السعودية في قمة العشرين والحضور الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عُقدت قمة العشرين في اليابان بمشاركة 37 دولة ومنظمة في وقت يعيش العالم توتراً في العلاقات الدولية، وكان هدف تلك القمة الوصول بالبشرية إلى تقدم عالمي أفضل ومثل المملكة في تلك القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي رئس وفد المملكة، وسؤالنا هو لماذا السعودية في قمة العشرين؟ حقيقة الاجابة عن السؤال تكمن في مكانة المملكة العربية السعودية بين دول العالم حيث تعد السعودية من أهم الدول الاقتصادية المؤثرة في القرار العالمي، بما حباها الله من مقوّمات، إذ إنها أكبر مصدر للنفط في العالم، ولها من الصناعات البتروكيماوية الكثير، ومصادرها المتنوّعة في جميع القطاعات الأخرى، مثل السياحة والتقنية الحديثة.

كذلك تعد المملكة أكبر دول الخليج العربية من حيث التعداد السكاني والقوة الاقتصادية، وتمتلك أعلى وأكبر نمو ناتج محلي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وعضو في مجموعة العشرين، وأكبر منتج للنفط وتصديره على مستوى العالم.

ولديها كذلك بنية تحتية قوية في مجالي الاتصالات والمواصلات دولياً ومحلياً.

ما حدث في السعودية من تطوّرات وإطلاق القمر الصناعي ووصولها للعالمية في مجالات متعدّدة وحرصها على تنوع مصادر الدخل، بهدف تقليص الاعتماد على دخل النفط، وهو ما دعت إليه رؤية المملكة 2030 التي أعلنها ولي العهد قبل أكثر من عام.

ملفات مهمّة

عُقدت القمة وشهدت مناقشة ملفات مهمة، على رأسها تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي جراء تصاعد تلك الحرب، إضافة إلى ملف إيران وأعمالها التخريبية في الخليج.

نحن يهمنا خليجنا واقتصاده ومكانتنا بين الدول والمشاركة في القمة وكذلك العضوية في هذه المجموعة من أجل التواصل مع كبار صنّاع السياسات المالية والاقتصادية العالمية، مما يعزز التعاون الثنائي مع الدول الرئيسة المهمة في العالم، سيُسجل التاريخ وسيكتب هذه الأحداث ليقرأها الجميع في أي بقعة من العالم وليعرف الجميع أن محمد بن سلمان عندنا هو المستقبل وهو الرؤية الحقيقية، معه نحن بعقولنا وقلوبنا نُسانده لأننا طالما حلمنا لوطننا بهذا الإنجاز، كنا نحلم وكان ضرباً من الخيال ولكن الآن نراه حقيقة حّول الحلم إلى واقع نعيشه، والمنتظر استضافة قمة العشرين عام 2020 بالسعودية العام المقبل، وذلك حدث تاريخي يعكس مكانة الرياض اقتصادياً وسياسياً على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويجعلها طرفاً مؤثراً في صنع السياسات الاقتصادية العالمية.

حقيقة أن استضافة الحدث العالمي تعكس الثقة الكبيرة بقوة الاقتصاد السعودي وثقله ومكانته عالمياً.

وهي الأولى من نوعها المنعقدة على مستوى العالم العربي، وستكون مساهمة في طرح القضايا، التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن يكون لها تأثير إيجابي ملموس في حاضر ومستقبل المنطقة، نعم لنفخر ونعتز ونسعد بصعودنا وقمتنا وهنا أتذكر مقولة ولي العهد حينما قال «لا يليق أن يكون هذا البلد العظيم إلا في موقع الصدارة في كل المجالات مهما كانت الظروف والتحديات».

علينا كإعلاميين التركيز على أهداف ومخرجات قمة العشرين وعلينا الفخر بأن ولي العهد السعودي وضع العرب والسعودية في مصاف الدول المتقدمة.

وما يهمنا أن وجودنا في القمة يعني أن القضايا الخليجية والعربية والإسلامية كافة مطروحة للنقاش لحماية الشعوب العربية والإسلامية من الدول الإرهابية. لا ينبغي أن يمر هذا الحدث وغيره من الأحداث من دون أن نأخذ منه الدروس والعبر، وسبق أن قلت في تغريدة سابقة أن ولي عهدنا مدرسة تعلمنا منها الكثير.

وأول الدروس كيف لشخص خلال عامين أن يصنع هذا ويجمع حوله الكثير، كيف يعمل على أكثر من ملف، ويقف صامتاً أمام تلك العثرات التي يضعها في طريقه أعداء حاقدون شغلهم الشاغل إفشال أي مشروع يقوم به. أتدرون ما سبب ذلك؟ إنه الرغبة والصبر والحكمة، حقيقة نُكررها، قوة القرارات وصدق المواقف ووضوح الرؤية، هي من صنعت مملكتنا الجديدة.

وأهم ما يُلفت النظر في كلمة سموه في قمة العشرين تركيزه على عنصرين مهمين هما عماد الأمة ورقيها، الشباب والمرأة، حيث قال: «وإذ نشيد بالتقدم الذي حققناه في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي فإن علينا أن نسعى جاهدين إلى الوصول إلى الشمولية والعدالة لتحقيق أكبر قدر من الرخاء ويظل تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام».

ختاماً حفظ الله الأمة وحقق الرقي والتمكين والنصر لمملكة العز وحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأكرر (دمت يا أمتنا وخليجنا شامخا).

Email