إخوان الشياطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنهم إخوان الشياطين، إن جاز التعبير، منذ نشأة جماعة الإخوان في عشرينيات القرن الماضي، على يد حسن البنا، وهي تعيث فساداً وإفساداً في أي أرض تطأها، على الرغم من أنها تصف نفسها بأنها حركة إصلاحية شاملة، إلا أن من يرى أفعالها المخالفة لأقوالها، يرى العكس من ذلك تماماً، فهي حركة معارضة، فقط لمجرد المعارضة في كثير من الأحيان، كانت دائماً طامحة للسلطة، وكانت بداياتها هادئة إلى حد ما، وسرعان ما انتقلت إلى العدوانية، واتباع أسلوب القتل والبطش بكل من يعارض أفكارها أو يقترب من معارضتها، وعلى الرغم من إعلانها عن أيديولوجيتها الإسلامية، وشعارها الذي تنادي فيه دوماً ، إلا أنها بعيدة كل البعد عن هذا النهج تماماً، فهذه الحركة استغلت الدين في كثير من الدول التي نشطت بها للوصول إلى السلطة، عبر حركة استغلالية للبسطاء، الذين صعدت على أكتافهم، وقامت بعد ذلك بالتخلي عنهم، ورمتهم بعد أن نالت وطرها منهم.

وأيضاً يمكن أن نرى ذلك الأمر على مر التاريخ، بالنظر لأفعالها المخزية التي تقوم بها، ولعلنا نستشهد بالتشبيه الذي شبهه بها أحد المؤرخين، بالقول بأن حركة الإخوان تشبه الماسونية في كثير من الصفات، مثل العمل في الخفاء، والتدمير والقتل وارتكاب الموبقات في الخفاء، وإعلان الفضيلة في العلن والظاهر، والعمل بعكس القول، وتأتي انتقادات علماء المملكة العربية السعودية ومشايخها لجماعة إخوان الشياطين، من عدة نواحٍ، أهمها إهمال الجماعة للدعوة والتوحيد، وتقصيرها الكبير في محاربة البدع والضلالات التي طرأت على الأمة، مع ازدياد تعقيدات الحياة العصرية ومتطلباتها التي تطغى على الكثير من أمور الدين والدعوة، وضمن السياق ذاته، فقد تنبهت الكثير من الدول لهذه الحركة الشيطانية، فقامت الحكومة في سوريا مثلاً بتصنيفها حركة إرهابية في عام 1982 م.

وسنت قانوناً يقضي بإعدام المنتسبين إليها، وفي الكويت، حدت الحكومات المتعاقبة على أي نشاط للحركة غير طبيعي فيها، دون الإضرار بأي سوء للحركة من ناحية تصنيفها، بل عملت على احتواء هذه الحركة دون إيذائها، وأبقتها تحت المجهر لفترات طويلة، إيماناً منها بخطر هذه الجماعة على المجتمع، ومن جانب آخر، وعلى صعيد الجرائم التي ارتكبتها حركة إخوان الشياطين، المتهمة في العديد من الدول بارتكاب العديد من الاغتيالات السياسية، التي أودت بحياة زعماء ومسؤولين، لعل أهمها مصر، التي كانت فيها بداية الضرر فادحاً منذ بدايات تأسيسها، فتدخلت في الحياة العامة المصرية، وقامت باغتيالات واسعة، منها اغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء المصري بين عامي (1944 - 1945)، وأيضاً رئيس الوزراء المصري بين عامي (1945 - 1948) محمود فهمي النقراشي، وطالت الاغتيالات أيضاً، الجهاز القضائي في مصر، من خلال اغتيال القاضي أحمد الخازندار، الذي أصدر أحكاماً قضائية على عدد من المتهمين في جرائم والمنتمين للجماعة، والذي تم اغتياله على يد أفراد من النظام الخاص بالجماعة.

وفي هذا الصدد، نقول بأن مصر تعتبر من أكثر الدول التي طالها الأذى جراء تلك الحركة الشيطانية، ويكفينا قولاً بأن اللحظة التي وصل فيها هذا التنظيم أو الحركة الشيطانية لأعلى سلطة في البلاد، قام أتباعها بالظهور على حقيقتهم الفعلية، التي كانت في كثير من الأحيان تختبئ تحت ستار الدين، قامت بالاستئثار والانتقام من كل من عارضها في السابق، وهمشت الكثير من أفراد الشعب، واستأثر منتسبوها بالمراكز والمسؤوليات العالية على مستوى الدولة.

أما في دولة الإمارات، فقد سعت الحركة الشيطانية إلى مد تآمرها إليها ولكن جهود الدولة فيها كانت متنبهة تماماً لهذا الخطر، وقضت عليه في مهده.

وبعد هذا كله، نقول بأن الحكومات والدول العربية كافة، يجب عليها الحذر من هذا التنظيم الشيطاني، الذي لا يكل ولا يتعب بالبحث عن السلطة والنفوذ والسيطرة على الشعوب والدول، وغيرها، والله الموفق.

 

ـــ كاتب كويتي

Email