فلسطين دونكم ما الذي يحول بينها وبينكم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس دفاعاً عن مؤتمر المنامة وكما قلت في مقال سابق هو مؤتمر لم أحضره ولم أعلق عليه ولا يعنيني بقدر ما هو شأن فلسطيني يقبلون بمخرجاته أو يرفضونه، إنما هو سؤال موجه للذين (يستأسدون) على الحكومات الخليجية التي شاركت في المؤتمر ويقتحمون سفاراتها بصورة همجية؟

لماذا لا تحاربون إسرائيل؟ لماذا لا توجه الصواريخ الباليستية الإيرانية لإسرائيل؟ لماذا لا يزحف قاسم سليماني من الجنوب السوري مثلاً إلى إسرائيل بكتائبه الشيعية الأفغانية وبالحشد الشعبي؟

لماذا لا يحمل السلاح كل صاحب كرش خليجي أو كل راكب سيارة بورش خليجي معارض للحكومات الخليجية التي شاركت في مؤتمر المنامة؟، لماذا لا ينتقل بكرشه أو ببدلته الرياضية إلى الحدود الإسرائيلية السورية من الجولان المحتل أو من مزارع شبعا في لبنان أو من الحدود الأردنية وجميعها أراض تحت يد تيار الممانعة وينطلق من هناك لا لتحرير فلسطين إنما لاقتحامها وفرض أمر واقع على المحتلين الصهاينة؟

كل من يدافع عن الحق الفلسطيني بمن فيهم الفلسطينيون أنفسهم لهم مطلق الحرية بأن يحملوا السلاح إن شاءوا أو يزحفوا للداخل الفلسطيني إن شاءوا ويترجموا أغانيهم وشعاراتهم وخطبهم وصورهم وفيديوهاتهم وهم يلتحفون بالكوفية ودبكاتهم ووو.. إلى فعل، صدقوني لا يحول بينهم وبين الأراضي المحتلة أي مانع سوى امتحان حقيقتهم!!

تخيلوا لو أن 4 ملايين فلسطيني وهو تقدير لعدد اللاجئين الفلسطينيين يحددون يوماً للتجمع على حدود إسرائيل ويكون ربيعاً فلسطينياً فعلاً ويقتحمون الأسوار والحدود ومعهم كل جماعات الممانعة من حزب الله للميليشيات الشيعية ومعهم كل جماعات الإخوان المسلمين في العالم، انت تتحدث عن ملايين العرب والإيرانيين، وبلا سلاح فقط زحف بشري محدد اليوم والساعة ومكان تجمع ويعلن عنه من الآن مثلما حدث في ثورات الربيع العربي صدقوني لا يوجد ما يمنعكم.

انسوا مؤتمر المنامة اعتبروه وكأنه لم يكن وانقطعوا عن المايكروفونات والـ (كي بورد) وانزلوا لميدانكم الحقيقي الذي تدعوننا إليه ابدأوا أنتم وتوجهوا للحدود واقتحموا أسوارها ولتتقدم صفوفكم زعاماتكم خامنئي ونصر الله وعبدالملك الحوثي وسليمان وبشار وهنية والزهار واعضاء مجلس الأمة الكويتي ونظام الحمدين والعاملون في القنوات القطرية ، الجزيرة وبناتها، وسنصفق لهم وندعو لهم بالنصر بصدق ومن دون نفاق ومواربة.

فنحن نتمنى اليوم الذي يعود فيه جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وتتحرر من عدوهم وتقام فيه دولة فلسطين وعاصمتها القدس، هدفنا واحد وقد جربنا مساعدتكم قدر المستطاع طوال السبعين عاماً الماضية، وبما اجتهدنا به منذ نعومة أظافرنا ونحن نضع قضيتكم أولوية وثابتاً من ثوابتنا، حكوماتنا وأنظمتنا جربت ما يمكنها فعله أصابت أو أخطأت فلها أجر اجتهادها، وآن أوانكم أن تجربوا أنتم وتجتهدوا أنتم ونتمنى لكم النجاح، حتى لو أثبتم خطأ كل من كان يعارضكم.

ليتوقف تيار الممانعة من إظهار خطأ اجتهادات الآخرين واتهامهم ببيع القضية، لتسكت المايكروفونات وتتوقف أصابعكم عن النقر على مفاتيح الأجهزة الالكترونية وانزلوا للميدان الواقعي وكفى بطولات في الواقع الافتراضي، نريد بطولات من زعامات وقيادات الممانعة، لن نستمع لأية خطبة من وراء زجاج أو مكتوبة ويلقيها آخرون ولن نستمع لأي مذيع أو محلل أو(سياسي) يتفرغ لإلقاء التهم على الأنظمة الخليجية فأمامه الميدان ولن نجهز مجاهداً أبداً بالأموال، فكل من جهزناه اشترى السلاح ووجهه لصدورنا!

أموال إيران وجماعة الإخوان وكل من اعترض على مؤتمر المنامة بمن فيهم الخليجيون تغطي الشمس جهزوا مجاهديكم وعينوا يوماً وساعة وموقعاً في أراضيكم التي تقع على الحدود مع فلسطين المحتلة، وابدأوا الزحف المقدس والله معكم.

* كاتبة بحرينية

Email