كيف نجعل الأفق أوسع مع برنامج «غداً 21»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن المبادرات الخلاقة لا تكاد تتوقف في دولة الإمارات، فلا نكاد نسمع بمبادرة جديدة سواء على الصعيد المحلي أو الاتحادي، حتى نشهد بعدها بفترة إطلاق مبادرة ثانية وثالثة، تتابع المبادرات وتتابع الأنشطة الحكومية التي يتم من خلالها تسريع الإنجازات سواء على المستوى الاقتصادي الذي يعتبر بمثابة العمود الفقري للدولة، أو على المستويات الأخرى كالاجتماعي والمعرفي وغيرها.

ومن هذه المبادرات التي سطع نجمها خلال السنة الماضية برنامج «غداً 21» والذي أطلقه المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي تصل قيمة مبادراته إلى 50 مليار درهم خلال السنوات الثلاث القادمة، وهذا البرنامج هو مشروع طموح يغطي أربعة جوانب رئيسية وهي تحفيز الأعمال والاستثمار، تنمية المجتمع، المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة في أبوظبي.

ونحن في هذا المقال نسلط الضوء على الشق الاقتصادي لهذا البرنامج، وما هي أهم المبادرات التي تم إطلاقها لتعزيز التجارة في العاصمة، بالإضافة إلى ذكر أهم الملاحظات والمقترحات التي قد تؤثر بشكل إيجابي على عمل البرنامج من وجهة نظر شخصية.

أول محاور هذا البرنامج هو تحفيز الأعمال والاستثمار، ويندرج تحت هذا العنوان الشامل حوالي 30 مبادرة تم إطلاقها لتعزيز البيئة الاقتصادية الجاذبة للاستثمار والعمل في الإمارة، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى دعم النشاط الصناعي والسياحي وغيرها من الأنشطة في مدينة أبوظبي. هذا إضافة إلى الدعم الاجتماعي المقدم ضمن محور تنمية المجتمع وفيه جانب اقتصادي واضح عن طريق رفع المستوى المعيشي للأسر المنتجة عن طريق دعم منتجاتها وتوفير الاستقلال المادي لها.

وهنا نود أن نذكر بعض الاقتراحات الشخصية والتي ستجعل من البرنامج أكثر مرونة واتساعاً، وتزيد من فاعلية بعض الخطط الموضوعة لدعم الجانب الاقتصادي والاستثماري للبرنامج، ومنها:

1 الشراكة مع شركات البيع الكبرى من أجل الترويج لمنتجات أصحاب الرخص التجارية المنزلية أو منتجات الأسر المحدودة الدخل في إمارة أبوظبي، إن الترويج لمنتجات المرأة العاملة (رخصة مبدعة)، والترويج لمنتجات الأسر المنتجة ذات الدخل المحدود في الإمارة سيكون ذا فاعلية أكبر وانتشاراً أوسع إذا تم عقد شراكات مع بعض منافذ البيع الالكترونية والتقليدية من أجل عرضها وبيعها، مثال ذلك ما المانع من الشراكة مع شركة «طلبات» التي تسوق للوجبات الغذائية في جميع الإمارات، عن طريق عرض المنتجات الغذائية والأكلات الشعبية للأسر المنتجة والمواطنات العاملات في المنزل ضمن تطبيق «طلبات الالكتروني»، كما أنه من الجيد أن يتم التسويق للمنتجات الأخرى كالملابس والمنتجات اليدوية والزخارف والزينة عن طريق مواقع البيع كسوق دوت كوم (أمازون حالياً) أو نون دوت كوم، مع إمكانية أن يتم إطلاق تطبيق منفصل لهذه الفئة من أجل بيع منتجاتها مع أنني أفضل الخيار الأول وهو اعتماد الشركات الكبرى والمتواجدة في السوق بقوة.

2 إطلاق مسرعات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تتبع هذه المسرعات صندوق خليفة لدعم المشروعات، تكون مهمة هذه المسرعات المساعدة في إعداد الجدوى الاقتصادية لأي مشروع يتم الموافقة عليه من الصندوق، وتقديم خدمة استشارية لأرباب المشاريع من المواطنين، لإطلاعهم على الفرص التجارية والمسؤوليات القانونية، وليس ذلك فقط بل متابعة المشروع بشكل كامل مع المؤسسة لمدة سنة كاملة، بحيث يتم تخصيص 5 ساعات أسبوعية لكل مشروع، على مدار السنة من أجل متابعة المستجدات، تتضمن مراجعة الهيئات، الإطلاع على الفرص والمناقصات.

3 تنظيم لقاءات تجمع أرباب الأعمال من القطاعين الحكومي والخاص للاتفاق على رؤى مشتركة في المواضيع الهامة، مثل موضوعات التمويل المقدم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهذا يستلزم الاجتماع مع ممثلين عن البنوك وشركات التمويل، بالإضافة إلى موضوع التوطين وهذا يتطلب متابعة مع المؤسسات في القطاع الخاص تحديداً، هذه المتابعة تكون بشكل دوري ومتقاربة من الناحية الزمنية، هذه المتابعة الجادة قد تكون سبباً في إيجاد حل جذري لمشكلة البطالة، وموضوع رسوم استقدام العمالة، بحيث يتم مناقشة تقليل التكلفة من أجل ضمان تخفيف الضغط المادي على أرباب العمل، وغيرها من الموضوعات التي لها تأثير اقتصادي مباشر على الإمارة.

وفي نهاية المقال نقول إن الأفكار كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها في هذه المقالة، ولكن نرجو من القائمين على هذا البرنامج الطموح «غداً 21» فتح المجال لتلقي الاقتراحات من الموظفين في إمارة أبوظبي، وبذلك يتسع لديهم أفق الاطلاع على جميع الجوانب التي تود الإمارة من تطويرها، كما نتمنى التوفيق للقائمين على هذا البرنامج الطموح والقوي والذي نرجو أن يحقق أهدافه لما فيه خير الإمارات وشعبها.

 

Email