بناء الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن طبيعة التعامل بين البشر تتطلب العديد من المقومات والأساسيات التي لابد منها خلال عملية التواصل، خاصةً إذا كان هذا التواصل رسمياً نوعاً ما كما هو الحال في أماكن العمل الرسمية، هذا التواصل وهذا الاختلاط بين البشر ولد العديد من المهارات والعادات التي لا غنى عنها اليوم ليكون الموظف كفؤاً وناجحاً ويدير حياته العملية بامتياز، ومن أهم هذه الأساسيات هو بناء الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين.

إن الثقة بالنفس هي أحد أهم المقومات التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، فعندما تتحدث مع شخص وتجمعك به أي مصلحة، فإن الاطمئنان لهذا الشخص هو من أول الأولويات لكي تكمل الحديث معه، وإن اللحظات الأولى من التواصل تكشف العديد من الصفات في الشخص الآخر، هذه الصفات هي التي تجعلك تكمل معه الحديث أو تنهيه بأسرع ما يمكن.

إن بناء شخصية جذابة وقوية يتطلب الثقة بالنفس أولاً، لكي يثق بك الآخرون بعد ذلك ويسود الاحترام والتفاهم بينكم، ولكي تكون ذا شخصية جذابة وقوية يجب أن تتوفر بك بعض الصفات التي تجعل من الحديث معك والنظر إليك يكون ذا مردود أكبر خاصة في علاقات العمل، إن بناء الثقة بالنفس ليس صعباً، ومردوده كبير بعد ذلك على ذات الشخص، فما عليك سوى أن تعتني بالآتي:

1 المظهر الخارجي: إن اللحظة الأولى التي تقع فيها عينا أي إنسان عليك سيعرف مباشرةً بعدها مع من هو يتعامل، الكثير منا يرى البشر من حوله ومن خلال مظهرهم الخارجي يتنبأ بوظيفة هذا الشخص، فمثلاً إذا رأينا في إحدى المؤسسات فرداً فيها يعلوه الوقار ويهتم بهندامه كثيراً، يقع في خواطرنا بأنه أحد المدراء في هذه المؤسسة، أو أحد الأشخاص النافذين فيها، لذا إن الاهتمام بالمظهر الخارجي يقطع نصف الطريق عليك للوصول إلى قلوب الناس.

2 الألفاظ والمفردات: «الملافظ سعد» مقولة تتكرر دائماً وأبداً عندما نسمع أناساً يتحدثون بطريقة غير لائقة سواء باستخدامهم لبعض الألفاظ غير المناسبة لطبيعة الحال أو حتى بطريقة التحدث نفسها ونبرة الصوت، إن استخدام الألفاظ المناسبة لطبيعة الحال وبحسب الموقف الذي أنت فيه هو من التصرفات الذكية .

والتي تعزز ثقتك بنفسك، فألفاظك ونبرة الصوت التي تختارها مع أفراد عائلتك وأصدقائك المقربين تختلف تماماً عما تتفوه به بين زملائك في العمل، وأيضا تختلف بشكل كبير إذا حضرت اجتماعاً مع المدراء في الشركة التي تعمل بها، فلكل مقامٍ مقال، لذا انتبه إلى ألفاظك ونبرة صوتك، درب نفسك على استخدام المفردات الراقية والرسمية، وعلى التحدث والتصرف بهدوء، فهذا هو المدخل الثاني لقلوب الناس بعد المظهر الخارجي.

3 التواصل بالعيون: إن هذا التواصل له مفعول السحر، فمن خلال نظراتك أثناء التحدث معك، سيجعل المستمعين يرون بك الشخص المحترم الذي ينصت للآخرين، إن التواصل بالعيون والإنصات بشكل مبالغ به للشخص الآخر يجعله أكثر انفتاحاً في الحديث معك، وأكثر اطمئناناً في التعامل بعد ذلك.

* كاتبة إماراتية

Email