قليل دائم خير من كثير منقطع

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن العديد منا يحظى بوقت فراغ قد يمتد إلى ساعات طوال، ومنا من لا يجد إلا بعض الوقت ليتفرغ فيه، خاصة إذا كنا من ذوي المسؤوليات كالآباء والأمهات العاملين، فتتفاوت ساعات الفراغ فيما بيننا، ولكن جميعنا يجد نفسه خلال اليوم لديه بعض الوقت غير المستغل.

إن من أكبر الهدر هو هدر الوقت، هذه الدقائق التي لو استغلت قد تصنع الفرق لبعضنا، فرق في مدخوله المادي كاستثمار الوقت في مشروع خاص، أو في مهاراته الشخصية إن استثمر في دراسة أو تدريب معين، أو في أي مجال آخر فيه من الفائدة الشيء الكثير.

نعم، الكثير منا لديه أعمال شاقة، تتطلب منه الراحة بعدها والاستمتاع، ولكن حتى في وقت الراحة هذا فإنه بالإمكان قراءة كتاب أو موضوع علمي أو مشاهدة فيديو ثقافي، أو استغلال مواقع التواصل ببث ما فيه فائدة للمجتمع إن كنت من محبي هذه المواقع، لذا من الممكن وضع هدف صغير للغاية يكون هدفاً يومياً سهل التحقيق بدلاً من وضع أهداف كبيرة وطويله وشاقة لا تكاد تبدأ حتى بتطبيقها.

وهنا على عجالة نشير إلى بعض التوصيات التي تساعدك في وضع هدف يومي صغير وتحقيقه، بحيث تصنع الفرق بعد فترة من الزمن، وتجد نفسك تتقدم في مهاراتك ومساهماتك، وهي:

1 حصر الوقت الفائض: بداية انظر إلى جدولك اليومي، ما هي أوقات الفراغ لديك يومياً، حدد الوقت بدقة حتى لا تضطر لتغيير خططك في كل مرة.

2 تحديد الهدف بحسب الوقت الفائض: حدد ماهية الهدف الذي تريد، وذلك عن طريق إنشاء قائمة تحتوي على كل ما يستهويك كالمهارات والاحتياجات والهوايات، ومن ثم قم بتصفية القائمة وتحديد هدف واحد فقط، يكون سهل التطبيق ومعقولاً، بحيث يكون هذا الهدف يتناسب مع الوقت الفائض ولا يكون كبيراً بحيث يسبب لك الضغط خلال يومك.

3 وضع خطة عمل وكتابتها في ورقة صغيرة تكون معك دائماً: وتذكر أن هذا الهدف الذي حددته هو جزء من مهامك اليومية التي يتوجب عليك إنجازها مهما كنت مشغولاً، لذا كلما كان الهدف صغيراً وخطة العمل بسيطة، كلما كان الإنجاز أقرب والاستفادة أكبر.

4 السر في الاستمرار: حدد لنفسك فترة زمنية تلزم نفسك فيها بالاستمرار على إنجاز هذا الهدف اليومي من غير انقطاع، وبعد أن تنتهي هذه الفترة الزمنية انظر في الفائدة التي جنيتها، وكافئ نفسك بقدر الجهد الذي بذلته، ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أن سر النجاح يكمن هنا، في هذه النقطة تحديداً، وهي الاستمرار، فقليل دائم خيرُ من كثير منقطع، لذا كن واقعياً في تحديد ما تريد، وصغّر الهدف بقدر المستطاع، حتى وإن وجدت هذا الهدف صغيراً وتافهاً في بداية المشوار، ولكن وبعد مضي مدة بسيطة ستجد النتائج متجلية أمامك، وستكون خبرتك قد زادت في مجال أنت تحبه.

 

Email