اخلق الدافع أولاً وبعدها انطلق

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن تغيير الذات والسعي وراء هدف كبير ليس بالأمر السهل، فعندما تريد أن تصف شخصاً بأنه ناجح يجب أن تنظر في كل ما مر به، وكل المراحل التي قطعها، وكل المشاكل التي واجهها، وبحسب جهده سيطلق بالأخير عليه لقب ناجح أو مبدع أو متميز.

ولكن كيف نكون من هؤلاء الصفوة الذين غيروا حياتهم تغييراً جذرياً، وبالاطلاع على سير الناجحين نجد أن الكثير منهم قد اتخذ قراراً بالنجاح نتيجة لظرف أو موقف أو ضغط نتج عن بيئة قاسية أو ظروف صعبة أو أسرة غير مستقرة، أو رغبة مستعرة نحو النجاح وتطوير الذات وتغيير الواقع الذي يعيشه الشخص.

فلو نظرنا بعين الفاحص لهذه الأسباب أعلاه لوجدنا أن أهم ما يحركنا جميعاً في صغير الأمر وكبيره هو الدافع، لكل منا دوافعه التي تسير به نحو عمل أو فكر أو توجه معين، ومثال ذلك الدافع لتحصيل المال، لنتمكن من إشباع حاجاتنا من مأكل وملبس ومشرب ومسكن واحتياجات الأسرة، جعلنا جميعاً في العالم بأسره نستيقظ صباحاً للذهاب إلى العمل، ولإنجاز المهام المطلوبة منا، للحصول على الراتب في آخر الشهر لسد احتياجاتنا.

كما أن الدافع للحصول على الوظيفة، أيقظ العديد من الطلاب حول العالم للذهاب للمدارس والجامعات من أجل إنهاء التعليم اللازم الذي سيهيئهم للحصول على الوظيفة وهكذا، إن الدوافع والاحتياجات هي التي تحركنا، سواء في أبسط الأمور كالحصول على الطعام لسد الجوع، إلى أكبرها وهو الوصول إلى النجاح والأهداف الشخصية التي رسمت من قبلنا.

إذن، ما دام الدافع موجوداً فالتقدم والتطور سيكون موجوداً وأقوى من ذي قبل، ونحن هنا لا نشير إلى أن الحياة البائسة والظروف الصعبة هي التي تصنع الرجال وتصقل شخصية الإنسان، بل إن كانت ظروفك المادية والحياتية مواتية وجيدة، فمن الأفضل أن تخلق دافعاً كبيراً للتقدم لكي لا تبقى على ما أنت عليه أبد الدهر، وهنا ننصح بخطوتين، أولاً: أوجد دافعاً قوياً للنجاح، وثانياً: استثمر إحدى مهاراتك التي تتقنها للوصول إلى هذا النجاح.

إن إيجاد الدافع القوي بدايةً سيكون محركاً جيداً لك في البداية، وسيعطيك الطاقة والحماس المطلوبين من أجل السعي بأي شكل لإنجاز العمل، ومن ثم انظر في مهاراتك كلها، ستجد بالتأكيد ميزة لديك تتميز بها على أقرانك، استثمر في هذه الميزة واجعلها الوسيلة التي تصل بك إلى ضفاف التميز والنجاح.

* كاتبة إماراتية

Email