أتحدث عن زيارة محمد بن زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما كانت القوات المسلحة المصرية تحتفل بذكرى العاشر من رمضان، هبطت طائرة ولي عهد أبو ظبي على أرض مطار القاهرة.

دقت وكالات الأنباء العالمية خبر وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، فاستدعت ذاكرة العاشر من رمضان، المواقف البطولية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات أثناء خوض مصر لحرب السادس من أكتوبر 1973، وتقديم جميع أنواع الدعم للدولة المصرية لمواجهة العدو، فلا أحد ينسى مقولته الشهيرة: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».

ما بين مقولة الأب المؤسس، وما بين الزيارة الأخيرة للابن 46 عاماً مضت، لكن كأنها بالأمس، فلا تزال في عيون وآذان المصريين.

الأبناء يواصلون. يسيرون على الدرب نفسه. ولي العهد في القاهرة. للزيارة رسائل ومعانٍ عديدة، جدول أعمال الإقليم حافل بالأحداث والقضايا الساخنة. توحيد الرؤى والنقاشات لكيفية التعامل مع هذه التحديات أمر بات لا يقبل سوى التعامل بكل قوة وثبات واتحاد ووحدة.

المباحثات التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد بمقر رئاسة الجمهورية، تناولت جميع الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، وآخر تطورات الأوضاع الإقليمية.

هذه المباحثات تزامنت مع واقعتين لهما دلالتهما وتستحقان التوقف، الأولى تعرض 4 سفن قرب سواحل الإمارات إلى أعمال تخريبية، والثانية الهجوم الذي تعرضت له محطتا ضخ بترول في المملكة العربية السعودية، فالواقعتان مرفوضتان، استقرار الأمن القومي العربي خط أحمر. لن يسمح أحد بالمساس به، الرئيس السيسي أكد موقف مصر الثابت تجاه أمن منطقة الخليج العربي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي، نتذكر المقولة الشهيرة للرئيس السيسي: «مسافة السكة».

القيادة السياسية تؤكد تضامن مصر الكامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، للتصدي لكل محاولات النيل من أمن واستقرار البلدين الشقيقين.

لقاء الرئيس السيسي بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد جاء في الوقت المناسب، ولي عهد أبوظبي كان حريصاً على التشاور المكثف وتبادل وجهات النظر بين البلدين والدول العربية الشقيقة، في ظل ما تواجهه الأمة العربية من مخاطر متجددة، تهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والسعي إلى زعزعة أمن المنطقة وشعوبها.

هذه المباحثات وتبادل وجهات النظر بين مصر والإمارات للوصول إلى محددات للتعامل مع ما يموج به الإقليم وتشهده المنطقة من تغيرات سريعة ومتلاحقة ستؤتى بثمارها الإيجابية في حسم العديد من الملفات والقضايا، لتكن رسالة قوية وعميقة لجميع المغرضين والمتآمرين والداعمين للتخريب والفوضى.

كما أن هذه القمة تؤكد التعاون الاستراتيجي بين البلدين في ضرورة دعم سيادة الدولة الوطنية على أراضيها والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها وحماية مقدرات شعوبها، لا سيما أن هناك مخططات يقودها محور الشر لضرب استقرار الدول من خلال إرسال سفن لتهريب أسلحة ومدرعات وميليشيات إلى العواصم العربية التي تشهد أزمات، فضلاً عن أن محور الشر نفسه يلعب دوراً كبيراً في تقديم جميع أنواع الدعم المالي للتنظيمات الإرهابية في محاولة منه لتكرار سيناريوهات الفوضى والتخريب مرة ثانية، لكن ما يتم الآن من قمم وتشاورات ونقاشات للارتقاء بأطر التعاون المشترك، إنما هي رسالة قوية بأن هناك دولاً صاحبة قرار ورؤية موحدة، ولن تسمح بزعزعة المنطقة أو التدخل في شؤون الداخلية للدول، وأن الحرب ضد الإرهاب مستمرة حتى النهاية، وأن الدول تحكمها الدساتير والقوانين، وأن القوة ستواجه أية محاولات تخريبية.

إذاً جاءت مباحثات الرئيس السيسي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتؤكد أمام العالم رسائل واضحة في ما يتعلق باستقرار الأمن القومي العربي من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن اللقاء الذي يعد الحادي والعشرين بين القيادتين يؤكد خصوصية العلاقة الممتدة، والتي دائماً يشيد بها الرئيس السيسي، نظراً لما قدمته من دعم ومساندة للشعب المصري.

 

 

Email