إيران لا حرب ولا سلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرفض هتلر القرن الـ21، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض، وبوصف المُحتضر، الذي يدرك أنه سيرحل، بشكل آو بآخر، يشبه التفاوض مع أمريكا أنه «سم زعاف»، ويدعو شعب إيران، الذي أُسقط في يده، ويتلوى تحت الحصار والظلم والفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية، أن يقاوم!!

ردة فعل نظام طهران التسويقية، برفض تنفيذ شروط الولايات المتحدة الإثني عشر، بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل، وإنهاء نشر الصواريخ الباليستية ووقف برامجها وإنهاء دعم الجماعات الإرهابية كحزب الله وحماس والجهاد والحوثي وطالبان والقاعدة وتفكيك الميليشيات في سوريا واليمن والعراق ولبنان وباكستان وإنهاء دعم قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتوقف عن السلوك المهدد لدول الجوار وإطلاق الصواريخ على السعودية وتهديد خطوط الشحن.

تشبه تماماً ما فعله نظام الدوحة قبل عامين، وكأنهما درسا التفاوض الهش، عند ملالي واحد، أو كأنّ الدوحة، تلقت حينذاك، وما زالت، التعليمات ذاتها، من الشيطان الأكبر، فلم تصغ لصوت العقل، بأن عدم الاستجابة للشروط والمطالب الـ13، سيجعل من الدوحة، «خردة المنطقة».

يظن الجميع، أن قطر تحاول أن تلعب دور الوسيط لمنع الحرب، ويقولون إن زيارة وزير خارجية قطر «محمد آل ثاني» السرية لطهران، كانت سعي العميل المزدوج الصغير، لنزع فتيل التوترات بين واشنطن وطهران، وهذا غير صحيح، فقطر الخائنة الخبيثة، وحسب مصادر مؤكدة، تريد الحرب، وتؤجج لها، ولكن تريدها في العراق وليس على بوابات هرمز وعلى مرمى من قاعدة (الصديد).

واقعياً، وبعيداً عن محاولات الدوحة، فإن إيران، لا تريد حرباً ولا سلماً، وتظن أن سياسة المماطلة والتسويف والالتفاف والقفز، التي استعملتها خلال العقود الماضية، سوف تفلح هذه المرة، لكنها لا تدرك الفرق، ويبدو أن رسائل التطمين التي تصلها، عبر حلفائها وعملائها، جعلها متأكدة أن الحرب لن تقع، وأن فريق أوباما، الذي منع هجوماً أمريكياً على سوريا في العام 2013، بقرار إسرائيلي، سوف ينجح بإقناع إسرائيل مرة أخرى، أن لا تقع الحرب، وتدريجياً، تتقدم إيران نحو اتفاق نووي جديد.

هل سيكون الضوء، الذي سلّطه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في وجه المحتضر، إيران، وعميله المزدوج الصغير، قطر، حين قال: «لا ينبغي لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً، ولا يجب تكرار اتفاق ميونيخ العام 1938 الذي تسبب بحرب عالمية ثانية»، كافياً لهتلر القرن الـ 21، خامنئي، وزبانيته، أن يتعظوا من نهاية «أدولف هتلر» والخسارة المفجعة التي لحقت بألمانيا، أم أن العالم الذي فهم رسالة الأمير جيداً، سوف لن يوقّع مع إيران اتفاقية جديدة، ستنكث بها لاحقاً، وتستمر في دعمها الإرهاب وتنفيذ مخططاتها التوسعية؟!؟

المُحتضر، لن يتمكن من المقاومة، فالتصعيد الإيراني في العراق، على خطوط التماس مع القوات الأمريكية، يخرج عن إرادة مسلوب الإرادة، حسن روحاني، لكنه يحاول، ويسرّب أنه قادر على التفاوض، وتحقيق شروط جيدة، منعاً للحرب، التي يعلم أنها ستأتي على الأخضر واليابس.

صحيح أن الحرب، تأتي بغتة، وقد تنتهي بسرعة أو تطول، لكن إيران الخاسرة في كل الأحوال، ستخضع أخيراً، لأمريكا ودول المنطقة، فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ويصبح السؤال الأهم: هل سيتوقف، المحتضر، خامنئي، الذي يبحث الآن، عبر قنواته الخلفية، عن هدنة مؤقتة مع إسرائيل، عن التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم وتمويل الميليشيات الإرهابية؟ لا أظن، لأن عقله الصغير، الراديكالي المتطرف، لا يرى شيئاً غير معتقده البائس، بعودة المهدي المنتظر، والذي يبيعه للجهلاء، ويتكسب منه، لذا، فلا حل، سوى رفع أجهزة الإنعاش، وتركه يرحل.

 

 

Email