دمى إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يؤكد زعيمان قبليان في محافظة صعدة اليمنية، عن تورط الدوحة، بالتحالف مع إيران، بالوقوف وراء جرائم موثقة، قامت بها مليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني، ويتكشف للمجتمع الدولي أن مؤامرة «إعمار صعدة»، ما هي إلا التفاف غاشم لشراء أسلحة ومعدات عسكرية للمتمردين الانقلابيين، فإنه يبرز على السطح، تلك العلاقات المتجذرة بين الحوثيين والنظام القطري، منذ عهد علي عبد الله صالح، حين قدمت الدوحة دعماً متوالياً للحوثي، مكّنتهم من تحقيق انتصارات على النظام آنذاك.

في غزة، الأمر ليس مختلفاً، فالحقائق جميعاً تؤكد أن الأموال الكثيرة التي ترسلها قطر إلى حركة حماس، بتعليمات مباشرة من أمريكا، وعبر إسرائيل ذاتها، ما هي إلا الضربات الموجعة المتوالية لتصفية القضية الفلسطينية، بعزل غزة عن الضفة الغربية، وتمكين حلقات صفقة القرن، التي تتولاها قطر، وتتهم الآخرين بها.

يلاحظ المراقبون أن حركة حماس الإخوانية، ماضية بإدارة قطاع غزة، بطرق تمردية انقلابية على الإجماع الفلسطيني، والتي لا تختلف عن طرق مليشيا الحوثي، ويبدو جلياً، أنهم جميعاً، ومعهم حزب الشيطان في لبنان، يتحركون على إيقاع واحد، يصدر عن عازف نشاز واحد، يختبئ في طهران.

الاحتجاج الأخير على الظروف المعيشية في قطاع غزة، والذي رفضته الدوحة وطهران، وتعاملت معه قيادة حماس بأسلوب انتهازي فجّ، دليل واضح أن الأوامر تصدر من جهة واحدة، فقمع الاحتجاج الشعبي، والتصعيد مع إسرائيل، لعبة إيرانية قديمة، قام بها نظام الملالي عشرات المرات، وتكررت في لبنان واليمن وفلسطين، بذات الطريقة والأسلوب...!

لم يكن لدمى إيران: الحوثي وحزب الله وحماس، أي حضور فعلي على الساحة السياسية قبل انقلاب حمد بن خليفة على والده في قطر، ومنذ ذلك العهد الخائن، بدأت الدوحة، مأمورة ومأجورة، تلعب دور همزة الوصل الرئيسة بين أمريكا وإسرائيل وإيران، وكذلك مع تلك المليشيا والعصابات الإرهابية، ظناً من الحمدين أن ذلك سيعزز بقاءهم في مراكزهم الهشة، لكنها، وليس بشكل مفاجئ، باتت خنجراً مسموماً في الجسد العربي.

العباءة الإيرانية السوداء، الملقاة على أذرع طهران في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن، والتي تحمل الآن خاتم «منسوجة في قطر»، غير قادرة على ضبط ما يصدر عن تلك الدمى من تصريحات تشي بحقيقتها، فمثلاً، حين قال يحيى الحوثي، شقيق زعيم مليشيا الإرهاب في اليمن، في لقاء تلفزيوني: «يقولون إننا نستخدم شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل. هذا كلام. ما في أحد مات. الحمد لله، أمريكا موجودة. وإسرائيل موجودة»، فإن هذا الدخان المتناثر لم يكن من غير نار أبداً...!

من وجهة نظري، فإن التحالف العربي في اليمن، يقوم بواجباته على أكمل وجه، ومع أن المجتمع الدولي، وبحجج كثيرة واهية، لا يقدم للتحالف الإسناد اللازم لتمكينه من تحجيم الإرهاب الإيراني والقطري، فيترك عصابات الحوثية تعيث فساداً دموياً في صنعاء وباقي مدن اليمن، إلا أن العزم والحزم، يقولان كلمة كبيرة هناك، بل وأرى أنها ستكون قاطعة، لمحاصرة تلك الذراع الإيرانية المتطاولة، التي امتدت بفعل عملاء الفكر الخامنئي المتطرف.

السؤال هنا، إذا كانت السعودية والإمارات، سياسياً وإنسانياً، تقومان بجهود جبارة من أجل اليمن العربي، لحمايته من براثن إيران، فمن يقف لحماية لبنان وفلسطين، اللتين يعبث بهما حزب الشيطان وحماس الإرهابية، ويستخدمان شعارات «المقاومة والقضية الفلسطينية»، لخدمة مصالح وأهداف نظام الملالي، وتنفيذ مخططات الحمدين الشخصية الضيقة، وعلى حساب أمن المنطقة، وما يحيطها جغرافياً؟.

هل حان الوقت لتحالف عربي واسع، يضع ميثاقاً شاملاً، يقصقص أجنحة دمى إيران كلها، بما فيها تنظيم الحمدين الخبيث الخائن؟.

* كاتبة وإعلامية

Email