خارطة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستعقد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 9 أبريل المقبل، وقد أعلنت الأحزاب قائمة مرشحيها في 22 فبراير المنصرم. وتقدم ثلاثة عشر حزباً للتنافس على 120 مقعداً هو عدد مقاعد الكنيسيت (البرلمان) الإسرائيلي.

ولتقليل تشرذم الأحزاب فإن القانون الانتخابي يفرض نسبة 3.5% من الأصوات كعتبة لدخول المجلس التشريعي. أي على أي حزب أن ينال على الأقل 3.5% من الأصوات لدخوله البرلمان.

وقد أدى هذا القانون لتشكيل تحالفات حزبية بغية تفادي ضياع أصوات والاستفادة من الأصوات التي ستذهب إلى الأحزاب الأخرى. وتعتبر إسرائيل دائرة انتخابية واحدة يتنافس فيها كل الأحزاب بقائمة تتكون من أسماء المرشحين. وتحصد القوائم الحزبية مقاعد بشكل نسبي، إضافة إلى تقسيم الأصوات الزائدة من الأحزاب التي لم تحظَ بالنسبة المطلوبة.

وتتشكل الخارطة الانتخابية من أحزاب اليسار ويسار الوسط إلى أقصى اليمين. وتشكل كثير من الأحزاب العربية بالتحالف مع الأحزاب اليهودية أقصى اليسار ما عدا التيار الإسلامي العريض بين أوساط الناخبين العرب.

وتشكل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أكبر الفصائل العربية والتي تؤمن بحل الدولتين والمساواة بين المواطنين الإسرائيليين؛ ويعتبر الحزب الشيوعي الأساس لهذا التجمع. ولكن الأحزاب العربية فشلت في تشكيل قائمة انتخابية واحدة، كما جرت العادة مما قد يؤدي إلى ضعف التمثيل العربي في الكنيست العتيد بسبب تبعثر الأصوات.

وفي أقصى اليمين يوجد حزب عوتسما يهوديت (عظمة اليهود) المتطرف وهو الوريث لحزب كاخ المتطرف والذي أسسه الحاخام مائير كاهانا. وحظر الحزب لاحقاً بسبب وصفه بالإرهاب والعنصرية.

وقد فشل الحزب في الحصول على مقعد في الكنيست الانتخابات الماضية بسبب عجزه عن تخطي العتبة الانتخابية. وقد أسس تحالف مع البيت الإسرائيلي للجري ضمن قائمة واحدة «الحزب اليهودي» لزيادة حظوظ الحزبين اليمينين بالفوز بمقاعد الكنيست.

ومن ضمن الأحزاب اليمينية حزب اليمين الجديد وهو تحالف بين شخصيتين من اليمين المتطرف ايلات شاكيد وزيرة العدل السابقة ذات الأصول العراقية، ونفتالي بينيت وزير التربية السابق.

ويمثل التحالف المتدينين الصهاينة والعلمانيين. ويؤمن التحالف بأن أرض إسرائيل هي للشعب اليهودي ويرفض قيام دولة فلسطينية. كما أن شخصيات الحزب كانت وراء القانون الأخير والذي يلغي الاعتراف بمواطنة غير اليهود أي (العرب) في إسرائيل.

ويحتل حزب «إسرائيل بيتنا» حيزاً مهماً في الأحزاب اليمينية الصهيونية بقيادة أفيغدور ليبرمان. والحزب يجمع أغلبية المهاجرين الروس في إسرائيل.

وقد تسببت استقالة ليبرمان من وزارة الدفاع بسبب وقف الحرب على غزة في الأزمة التي عجلت بالانتخابات المقبلة.

أما حزب الليكود الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيعتبر من أحزاب اليمين الوسط. وتلاحق نتنياهو قضايا قانونية بسبب الفساد قد تؤدي به إلى السجن، وفعلاً أصدر النائب العام اتهاماً بالرشوة ضده يوم الخميس. وقد انخفضت شعبيته وليس هناك حماس لولاية خامسة لرئيس الوزراء.

وتفيد الاستطلاعات أن التحالف المنافس لليكود من أحزاب الوسط قد تكسب مقاعد أكثر، مما جعل نتنياهو يعقد تحالفاً مع أقصى اليمين العنصري عوتسما يهوديت (عظمة اليهود). وأدت هذه الانتهازية السياسية من قبل نتنياهو إلى سخط كثير من أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة، حتى من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.

ويعتبر حزب «كلنا» بقيادة وزير المالية السابق موشي كهلون حزباً قريباً من الليكود ويحاول نتنياهو اجتذابه لتشكيل تحالف لمواجهة خصومه من اليسار في الانتخابات في أبريل.

ويحتل تحالف الأزرق والأبيض (إشارة إلى علم إسرائيل) وسط الطيف السياسي الإسرائيلي. ويتشكل هذا التحالف من حزبين هما «هناك مستقبل» وحزب «حصن إسرائيل». ويقود الأول يائر ليبد والذي عمل كوزير للمالية.

والثاني بيني غانتز شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. كما يضم التحالف عدة شخصيات سياسية وعسكرية منها موشي يعلون والذي عمل كوزير للدفاع، وغابي أشكنازي، والذي شغل أيضاً رئيس الأركان.

وتعطي هذه الشخصيات ثقلاً كبيراً للحزب لجهة خلفية الحزب الأمنية والعسكرية. ويتوقع أن يتفوق التحالف على الليكود بعدة مقاعد. ويدعم هذا التحالف الحل السلمي بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس الدولتين مع الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية، على أن تبقى القدس موحدة تحت الحكم الإسرائيلي.

وعلى يسار اليمين يأتي حزب العمل أقدم أحزاب إسرائيل والذي يعود أصوله إلى تكوين الدولة الصهيونية. ولكن الحزب شهد انحدارا كبيرا منذ ما يزيد على عقد من الزمن.

وقد انفصل العمل من هاتنو (الحركة) من تحالف الاتحاد الصهيوني مما دفع زعيمة الحزب تسيبي ليفني بالخروج من المعترك السياسي. ولا يتوقع أن يحقق حزب العمل نجاحاً في الانتخابات المقبلة.

وعلى يسار العمل يقع حزب «ميرتز» والذي ينادي بالمساواة بين المواطنين بغض النظر عن أصولهم وديانتهم ويدعم قيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

إلا أن الحزب شهد انحداراً في تمثيله. ولا يتوقع أن يفوز بأكثر من خمسة مقاعد. ويقدم الدعم لأحزاب الوسط الممثلة في تحالف الأزرق والأبيض لتشكيل حكومة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

وبإمكان الأحزاب العربية دعم تحالف أحزاب الوسط واليسار من خارج الحكومة، حيث ترفض أحزاب الوسط الدخول في ائتلاف مع الأحزاب العربية المناهضة للصهيونية وشرعية دولة إسرائيل كدولة يهودية.

وسنرى ماذا ستتمخض عنه الانتخابات الإسرائيلية.

Email