الإمارات ودبلوماسية الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دورها العظيم والرائد في ترسيخ مفهوم السلام والاستقرار داخل المنطقة العربية، فقد نجح المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن يضع اللبنة الأولى للسعي وراء تحقيق السلام والتسامح وحل النزاعات بالطرق السلمية، وها هم الأبناء يخلصون لهذا النهج، بل إن سجلهم يشهد على أنهم سائرون على الدرب، فقد استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الثلاثاء الماضي، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا والوفد المرافق.

الرسالة واضحة تؤكد حرص دولة الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً على استقرار الوضع الأمني والسياسي للشعب الليبي، وحل جميع المشاكل التي تشكل نقاط اشتباك رئيسية وفي مقدمتها مشكلة حقل الشرارة النفطي، أحد أهم حقول النفط الليبية ومصدر خلاف بين حكومة الوفاق والجيش الوطني، هذا فضلاً عن أن جهود الإمارات قادت أيضاً إلى التوصل لاتفاق بين حفتر والسراج لعقد الملتقى الوطني، والذي من شأنه وضع خريطة الطريق للانتخابات العامة المرتقبة في ليبيا.

هذه الخطوة من الجانب الإماراتي لم تكن هي الأولى، فقد سجل التاريخ في لحظات صعبة الدور المحوري الاستراتيجي الذي نجح فيه قادة الإمارات في نزع فتيل أزمة وحرب استمرت عشرين عاماً بين إثيوبيا وإريتريا، واستطاعت دولة الإمارات أمام العالم أن تحقق السلام وتكتب وثيقة المصالحة التاريخية بين البلدين في وقت راهن الكثيرون علي عدم تحقيقه.

عندما نضع هذا الموقف الإماراتي من ليبيا بجانب ما حققته من مصالحة إثيوبية إريترية، فنحن أمام دولة نجحت بالفعل في أن تجعل من نفسها قوة استقرار في المنطقة بأكملها، وإذا أردنا توثيق هذه الفكرة عن هذه الدولة فلدينا نموذج حي تؤديه الإمارات ولا تزال، في دعم الشعب اليمني ومحاولة إنقاذه من قبضة الميليشيا والتنظيمات الإرهابية.

أحدث مشاهد الأيادي البيضاء الإماراتية ما عشناه الأيام الماضية في مؤتمر جنيف للمانحين حول اليمن، فقد قدمت الإمارات 500 مليون دولار لمساعدة اليمنيين، وهذا جزء من منظومة مساعدات إماراتية متكاملة، إذ تؤكد الأرقام أن إجمالي حجم المساعدات المقدمة من دولة الإمارات لليمن -خلال الفترة من أبريل 2015 إلى سبتمبر 2018- 14.79 مليار درهم (4.03) مليارات دولار تم توجيهها لتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 16.7 مليون يمني منهم 10.1 ملايين طفل و3.4 ملايين امرأة، وخلال العام 2018 مبلغ 1.24 مليار دولار أميركي جزء منه تم تخصيصه بمبلغ 465 مليون دولار لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018،

كما كان لحكومة دولة الإمارات دور في دعم الموازنة العامة اليمنية خاصة دفع رواتب موظفي الحكومة من أجل استمرار تقديم كافة الجهات الحكومية للخدمات التي تهم قطاعاً عريضاً من السكان خاصة في مجالات الصحة والتعليم والأمن وتم تخصيص مبلغ 6.323 مليارات درهم (1,722 مليار دولار أمريكي) من هذه المساعدات لدعم البرامج العامة، فيما تم تقديم مساعدات سلعية بقيمة 3,796 مليارات درهم (1,034 مليار دولار أمريكي)، فضلاً عن تخصيص 1,716 مليار درهم (467 مليون دولار أمريكي) لدعم قطاع توليد الطاقة وإمدادها حيث تحملت دولة الإمارات التكاليف التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وتوفير خدمات إمداد التيار الكهربائي، وإعادة بناء وصيانة محطات الكهرباء، وتوفير الوقود لمحطات ومولدات الطاقة للتمكن من إنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل المستشفيات والمدارس والمباني العامة في مختلف أنحاء اليمن.

هذه بعض من الأدوار والجهود المضيئة لدولة الإمارات وقادتها تعكس دبلوماسية الكبار المخلصين لتحقيق مشروع الاستقرار في المنطقة.

Email