دبي أرض المواهب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تقبل دبي يوماً بما هو عادي، ولم تكن مثل أي مدينة أخرى تُبنى بشكل جميل لافت للنظر فحسب، وإنّما بنيت دبي على أحلام من رأوها مدينة متكاملة ونموذجية متفردة ومتفوقة، إنها أيقونة الشرق ودرة العالم الجديد.

وبجهود الموهوبين من القادة الإداريين والمهندسين والتجار المبدعين والحالمين استطاعت دبي أن تحقّق ما حقّقته اليوم، وأن تناطح السحاب بعمرانها وإنجازاتها، وأن تصبح قِبلة للمتفوّقين والمتميزين من كلّ بقاع الأرض.

هذا ما أكّده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من خلال مبدئه السابع للحكم والحكومة الذي جاء تحت عنوان (أرض للمواهب)، مشيراً من خلاله إلى أنّ بقاء دبي متفوقةً مرهون ببقائها قبلة للمتفوقين، واستمرار تنافسيتها مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار.

لقد فتحت دبي أبوابها للطامحين والمبدعين منذ المراحل الأولى لانطلاق نهضتها، وقدّمت لهم كلّ عوامل الجذب ووضعت كلّ الإمكانيات بين أيديهم لكي يستطيعوا وضع أفكارهم موضع التنفيذ على أرض الواقع، ليس في مجال واحد وإنّما في كلّ مجال وميدان وساحة بناء، من العمران إلى البنى التحتية والمرافق العامة والمراكز التجارية، إلى الاقتصاد والتعليم والرياضة والثقافة والأبحاث العلمية، فلم تترك مجالاً إلا وأتاحت له أفضل الطاقات البشرية، من الأطر الأكاديمية والمبتكرين والمبدعين، من مختلف أصقاع العالم، فتحوّلت أفكارهم وإبداعاتهم إلى إنجازات رائدة تنافس فيها دبي مدن العالم المتقدّم، وتتفوّق على كثير منها.

ولترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار قدّمت دبي عشرات البرامج والمبادرات الهادفة إلى إطلاق الطاقات الإبداعية، واكتشاف الموهوبين وتبنّيهم ومساعدتهم على تطبيق أفكارهم الخلّاقة، ووضعها في خدمة الوطن.

كما عملت قيادتنا الرشيدة على تطوير السياسات والبرامج التي من شأنها استقطاب المبدعين والمتميزين من الدول المتقدّمة، والاستفادة من خبراتهم، والاطلاع على التجارب العالمية الرائدة في مختلف المجالات، فاستطاعت بذلك تحسين الواقع الإداري والارتقاء بآليات العمل إلى أعلى مستويات المنافسة، ولم يعد للتكاسل أو الإهمال أي وجود في قاموس العمل الإداري في دبي، وإنّما سادت مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «العمل والإنتاج سمتان مميزتان للإنسان المبدع» في أروقة الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص على حدّ سواء، وبات الجميع يسعون إلى تحقيق الإبداع والتميز في العمل.

لقد كرّست دبي قيم الإبداع والابتكار لدى النشء الصاعد انطلاقاً من مرحلة الطفولة، عبر تطوير المؤسسات التعليمية وإتاحة الفرصة لاكتشاف الطلاب الموهوبين، وتنظيم جوائز الإبداع والابتكار لمختلف المراحل العمرية، حتّى أصبح لدينا جيل مؤمن بالإبداع، وقادر على تقديم أفكار مبتكرة ومتميزة، من شأنها أن تسهم في النهضة التنموية الشاملة لهذه الإمارة.

وعلى التوازي مع مبادرات اكتشاف الموهوبين في المؤسسات التعليمية والأكاديمية، تمّ إطلاق العديد من البرامج والمبادرات لاكتشاف الموظفين الموهوبين والمبدعين، ووضعت أمامهم كلّ الإمكانيات لاستثمار إبداعاتهم في خدمة الوطن.

كما استمرّت دبي في سياستها الجاذبة للموهوبين والمتميزين من الدول الشقيقة والصديقة، مع الحرص الدائم على التطوير المستمر للسياسات والإجراءات الإدارية والقانونية، بما يتواكب مع متطلّبات العصر ويلبي تطلّعات الموهوبين، وهو أمر نلمسه يومياً من خلال الأعداد الكبيرة من الكوادر والأطر العلمية والمهنية العالية المستوى التي تزور دبي بشكل يومي، إمّا بقصد السياحة والاطلاع والتعرّف على هذه المدينة أو بقصد العمل في أروقة مؤسساتها.

فدبي اليوم هي قِبلة الراغبين بتحقيق النجاح والتميّز، وهي واحة الإبداع والابتكار، ومحطّة المبدعين والحالمين على طريقهم نحو التميّز، ومثلما عانقت دبي عنان السماء بإنجازاتها العظيمة، فإنّ الموهوبين فيها عانقوا هذه السماء ومازالت أقدامهم راسخة في أرضٍ طيبة وُلِدَتْ لتكون أرض المواهب والموهوبين.

 

 

Email