القمة العربية الأوروبية.. وتعريف الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإرهاب أحد أهم الملفات التي تناقشها القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت أمس وتختتم اليوم في شرم الشيخ، وإن كنا نعتقد أن التباين الكبير بين رؤية الدول العربية ورؤية العديد من الدول الأوروبية في التعامل مع «الجماعات المسلحة» أحد أهم الملفات التي لا بد من فتحها والوصول بها إلى نقاط التقاء تقارب بين وجهات النظر المتباينة بيننا، فإننا نرى أن التباين أوروبي أوروبي قبل أن يكون عربي أوروبي في تعريف الإرهاب.

الخلاف السفسطائي الأوروبي الأوروبي بين التيار اليساري الليبرالي والمحافظين على تسمية وتصنيف الإرهابيين، هذا التيار اليساري له زعامات ونواب برلمانيون وقنوات إعلامية ومحامون وهو من يؤيد عودة عرائس الجهاد لأوروبا على اعتبار أنهن ضحايا، كما كتب عادل درويش في الشرق الأوسط عن شميمة بيجوم: إن «اليسار البريطاني كعادته سارع بالمطالبة بالسماح لها بالعودة بحجة أنها كانت في الخامسة عشرة دون سن اتخاذ القرار الصائب عندما التحقت بـ«داعش» مثلما ذكرت «الغارديان».

«محامون ليبراليون يرون في القانون لعبة يتبارون فيها مع الطرف الآخر من دون اعتبار لجوهر القضية، سيجدون في القانون عشرات الثغرات لإعادة شميمة رغم أنف وزير الداخلية (بعد أن يتحمل دافع الضرائب أتعابهم فليس لدى شميمة مصدر دخل)، بحجة أنها مواطنة بريطانية ولا بلد آخر في العالم سيقبلها».

الدول العربية تحتاج إلى أن تفرّق بين هذين التيارين الأوروبيين وتقدم كل أنواع الدعم لخصوم التيار اليساري الساذج، فانتشار وتمدد ووصول الإرهاب لأوروبا كان بفضل هذه النظرة السطحية المؤدلجة، ونتيجة التقارير التي تكتب من بعيد، ويتبناها ذلك التيار.

هذا التيار لا بد أن يصحو ويعي أن الأمن الأوروبي مرهون بوعيه بخطورة هذا الدعم الذي يقدم للجماعات المسلحة، وأن يعي أن دعمه إيران بسبب مصالحه التجارية معها، كان سبباً في زيادة الدور الإيراني في دعم الميليشيات المسلحة التي تعيث في الأمن بالدول العربية وهذا ملف لا بد أن يناقش بكل شفافية وحسم من الجانب العربي.

دعم إيران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط ليس «نشاطاً» كما تسميه البيانات الأوروبية بل إرهاباً، ويسفر عن إزهاق أرواح بشرية وتشريد الملايين وكذلك تدخلها في شؤون الدول العربية، وللتساهل الأوروبي مع الخطر الإيراني دور كبير في تنامي هذا الإرهاب، بل حتى تساهلها مع حقيقة وواقع الدعم القطري والتركي للجماعات الإرهابية يسهم أيضاً في تناميه، وإصرار اليسار الأوروبي على تجاهل هذه الحقائق وإدراج تلك الملفات تحت شعار الحقوق وحريات التعبير لا يسهم في حلها، بل في تعقيدها.

يقول عادل درويش، «المزاج الليبرالي نفسه سيمنح شميمة شقة مفروشة مجهزة بأحدث الإمكانات، رغم أزمة الإسكان وانتظار مئات الأسر دورهم في الحصول على مسكن بعد أن يقنع محاموها، وكتّاب افتتاحية «الغارديان» والخبراء في الـ«بي بي سي»، القضاء والرأي العام بأن إسكانها جزء من تأهيلها بعيداً عن الإرهاب، والتكاليف سيتحملها دافع الضرائب طبعاً والإعانة السخية الشهرية.

مئات الآلاف ستنفق على شابة تريد العودة إلى الوطن الذي قضت خمس سنوات تحاربه، عندما وجدت أنه الخيار الأفضل، بينما لا يجد مرضى السرطان الأدوية الضرورية لنقص الميزانية، هذا هو حال بريطانيا اليوم».

وهذا هو حال العديد من الدول الأوروبية التي يحكمها اليسار، والتي اجتمعنا معها في شرم الشيخ.

 

 

Email