هل حددت أهدافك لعام 2019؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن عملية تحديد الأهداف هي أمر شائع في التخطيط لأي إنجاز أو عمل نريد أن نقوم به، وهي عملية سهلة وبسيطة إذا ما كانت على المستوى الفردي، فالتخطيط المسبق هو عبارة عن خارطة طريق للوصول إلى الأهداف التي تود إنجازها خلال فترة زمنية معينة.

إن الالتزام عادة بالخطط المسبقة هو الذي يحدد إذا كنا سنصل إلى أهدافنا أم لا، وللأسف العديد منا لديه إبداع بالجانب النظري، حيث يضع الخطط والأهداف ويقسمها على مراحل زمنية، ولكن في وقت التطبيق لا نرى هذه العزيمة ولا يكون للخطة أي جدوى، خاصة إذا كانت الخطة طويلة نوعاً ما، بحيث تصل إلى 6 أشهر أو سنة.

وقد تكون المشكلة ليست في عزائمنا، بل في خطة الأهداف الموضوعة، فقد لا تكون واقعية أو بها أهداف كبيرة تتحقق في سنوات وليس في أشهر أو في سنة واحدة، ومن خلال هذا المقال سنحدد النقاط الواجب توافرها في خطة أهدافك المقبلة، بحيث تبنى على أساس سليم وسهل لكي نصل إلى ما نصبو إليه، ولكيلا تمر علينا هذه السنة كسابقاتها من غير أي إنجازات شخصية.

أولاً: يجب أن ننتهي من جميع الأمور العالقة في حياتنا، لكي نبدأ بداية جديدة يجب علينا التخلص من المهام المتبقية من السنة الماضية والتي ستبنى عليها مهام وأهداف جديدة خلال هذه السنة، مثال ذلك إذا كان أحد أهدافك خلال السنة الجديدة أن تقرأ 5 كتب في مجالات مختلفة، فعليك على الأقل الانتهاء من الكتب التي بدأت قراءتها بالفعل خلال السنة الماضية ولم تكملها إلى الآن، إن إنهاء هذه المهمة سيضمن لك البدء بقائمة جديدة من الكتب وسيعطيك دفعة قوية لعدم تأجيل المهام أو تسويفها.

ثانياً: اجعل أهدافك صغيرة جداً في خطتك لهذا العام، وهذه هي أهم ملاحظة لوضع أي خطة، وهي تجزئة المهام الكبيرة وجعلها صغيرة للغاية بحيث يمكن إنجازها في وقت بسيط، إن المهام الكبيرة أو التي تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً تدفع الأفراد إلى تركها بالكلية لإحساس الفرد منا بالعجز عند تنفيذها، لأن الهدف يكون أكبر بكثير من قدراتنا وطاقاتنا.

وتكون النتيجة التوقف التام عن إنجاز المهمة، مثال ذلك لو أردت أن تبدأ خلال هذه السنة بدراسة الماجستير، فعليك أن تجزئ الهدف إلى أهداف أصغر، أولاً أن تنظر ما هي متطلبات الماجستير، وكم من الوقت يلزمني لإنهاء المتطلبات الواجبة علي قبل البدء بالدراسة، فلو افترضنا أن أحد المتطلبات أخذ دورة تعليمية باللغة الإنجليزية كمتطلب للماجستير، فهذا الهدف يعتبر أصغر بكثير عند إدراجه في خطتك ويمكن تحقيقه خلال أشهر.

ثالثاً: ابدأ اليوم وبسرعة، إن التأجيل والتسويف يقتل الخطط والأهداف في مهدها، ويعيق تقدم الأفراد، فالكثير من الأفكار والطاقات ظلت دفينة العقول والأجساد بسبب التسويف وتأجيل المهام، العديد من المبدعين كانت لهم أهداف كبيرة وواضحة المعالم في عقولهم، أعدوا لها الدراسات والخطط للبدء بها وتطبيقها.

ولكنها اصطدمت بالكسل والتأجيل لدينا، نسمع من حولنا الكثيرين ممن يهمسون أنه «كانت لدي نفس الأهداف أو نفس الفكرة التي عملها فلان، ولكن هو سبقني بتنفيذها»، ونحن نرد بل أنت أجلتها لحين لمعت في ذهن ذلك الشخص نفس الفكرة وكانت لديه العزيمة الكافية ليطبقها قبلك.

كاتبة إماراتية

Email