مصر عبرت عُنق الزجاجة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعتقد أن من حق جميع المصريين، إلا من في نفوسهم مرض، أن يفرحوا ويظهروا تفاؤلهم بمستقبل قريب مشرق لوطنهم، بدأت تباشيره في الظهور مع هذا السيل المنهمر من تقارير المؤسسات المالية العالمية، وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد، تؤكد أن مصر عبرت عُنق الزجاجة بالفعل، وأن ما ينتظرها في القريب العاجل هو المزيد من التقدم في جودة حياة كل المصريين لأسباب عديدة:

أولها، أن الاقتصاد المصري سيُحقق العام الحالي معدلات نمو تصل إلى 5.7%، وهذا ما تؤكده أرقام الحكومة المصرية (5.8%) بما يُشير إلى توافق كامل بين رؤية مصر ورؤية المؤسسات المالية الدولية، ونجاحها في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الجريئة، لم تستطع عهود سابقة المجازفة باتخاذها أدت إلى تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، وبينها ارتفاع معدلات النمو، وتراجع معدلات البطالة من 14% لتصل إلى 10% تمثل أدنى مستوياتها، وانخفاض عجز الموازنة وعجز الميزان التجاري إلى 2.4% مقارنة بـ15.6% في الماضي، وتراجع معدلات التضخم من 33% العام الماضي إلى 11.4%، وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي إلى مستويات تاريخية لم تحدث من قبل.

وثانيها، أن المواطن المصري سيشعر، كما تقول تقارير البنك والصندوق، في حياته اليومية بالضرورة بنتائج الإصلاح من الآن فصاعداً بعد زيادة معدلات الإنتاج وارتفاع الصادرات الملحوظ والانخفاض المستمر في قيمة الدولار إزاء الجنيه، كما أن مظلة الأمن الاجتماعي اتسعت لتشمل الآن 10 ملايين مواطن في برنامج تكافل وكرامة.

وثالثها، أن بنية الاستثمار في مصر تشهد تحسناً مطرداً جعل مصر أكثر قدرة على جذب استثمارات جديدة بمعدل يفوق الملياري دولار كل شهر، كما تم اختيار مصر للمرة الثانية كأفضل دولة للاستثمار عام 2019 في أفريقيا.

ورابعها، أن شهادات صندوق النقد الدولي لم تأتِ من فراغ، وقد سبقها بعثة دولية من الصندوق قامت بعملية مراجعة شاملة لجميع الملفات الاقتصادية خلال زيارة أخيرة تمثل الدفعة الأخيرة من القرض المصري.

وساند تقرير صندوق النقد الدولي عدد من التقارير المالية العالمية أبرزها، تقرير البنك الدولي بعنوان مصر- الآفاق الاقتصادية، وتقارير مجلة جلوبال فاينانس، ووكالة موديز لخدمات المستثمرين، وفيتش الدولية للتصنيف الائتماني.

وخامسها، شهادة كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، الأخيرة التي توجّت كل هذه الشهادات وأكدت مصداقيتها عندما أعلنت لاغارد أن مصر حققت في برنامجها للإصلاح تقدماً اقتصادياً كبيراً يؤكد نجاحها في تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي لمصر، وزيادة معدلات النمو وهبوط عجز الموازنة على نحو متواصل، وأن المستقبل الاقتصادي لمصر سوف يكون باليقين أفضل كثيراً، إذا نجحت مصر في البناء على ما تحقق بالفعل والحفاظ على إجراءاتها الجديدة التي تتسم بالشفافية والمساءلة والحوكمة الرشيدة، وأن النتيجة المؤكدة لهذه الجهود المصرية هي ضمان مستويات معيشية أفضل لكل المواطنين.

ومن المؤكد أن أهم ما جاء في شهادة لاغارد اعترافها الواضح بوعي المصريين الناضج وصبرهم والتزامهم الكامل بعملية الإصلاح رغم صعوباتها العديدة على فئات واسعة من الشعب المصري، بما يؤكد قدرة مصر المتزايدة على بناء اقتصاد قومي وتنافسي؛ لأن الواضح -والكلام لا يزال على لسان لاغارد- أن مصر لديها الإرادة السياسية الكاملة والرؤية الشاملة الصحيحة، والحرص على المضيّ قدماً في تحسين جودة حياة كل المصريين، وإذا كان من المهم أن نقول لكل المصريين شكراً جزيلاً لقد صبرتم كثيراً وكافأ الله صبركم بهذا النجاح العظيم، فما الذي في وسعنا أن نقوله لجماعة الإخوان التي تتمنى الهلاك لمصر وشعبها وجيشها في حرب أهلية ضروس سوى موتوا بغيظكم بعد أن خيّب الله رجاءكم؛ لأن مصر سوف تنجح وتنتصر، لقد انتهى الدرس وفاتكم القطار على الرصيف! ولا عزاء للشامتين الكارهين.

 

 

Email