زيارة البابا فرنسيس للإمارات جذبت اهتماماً عالمياً واسعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات التي استمرت ثلاثة أيام، اهتماماً عالمياً واسعاً، في ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وقد تم تأطير الحدث بشكل كبير باعتباره محاولة جريئة للتسامح بين الأديان، وبالتالي خطوة مرحبة للمساهمة في السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

وعلى الرغم من أن الروايات بنيت في سياق الاجتماع الخامس بين البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذي يمثل أقدم مدرسة دينية إسلامية سنية.

أسباب مهمة

وهناك أربعة أسباب مهمة تكمن وراء الاستقبال العالمي الحافل لزيارة البابا لدولة الإمارات. أولاً، جاءت الزيارة وسط تزايد الأنظمة الاستبدادية والشعبوية والأصوات المعادية للمهاجرين، والإرهاب، والطائفية، والانقسام الديني - العلماني - الإثني في أجزاء كبيرة من العالم، ولا سيما في أراضي الديمقراطيات الغربية التي تعتبر نفسها ناضجة.

وباختصار، فإن زيارة البابا أبقت على الأمل في التلاحم والحياة المدنية والبشرية كقيم راسخة في وقت يبدو فيه العالم حافلاً بالمخاطر بما يكفي للانزلاق إلى الفوضى والانهيار، خاصة في سياق السياسات المتقلبة تجاه الشرق الأوسط، بما في ذلك سياسة الولايات المتحدة المحابية لإسرائيل ووقوفها الصارم تجاه الأنشطة النووية الإيرانية، وإمكانية إعادة تجميع قوى داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية في ضوء إعلان الرئيس دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان في وقت قريب.

ثانياً، كانت هذه الزيارة الأولى للبابا إلى أرض الجزيرة العربية التي لا تزال تمثل مهد الإسلام. وقد حظيت بمباركة المملكة العربية السعودية، ونُظمت في ضوء تنامي التهديدات الإيرانية.

إن احتضان البابا الرمزي للجزيرة العربية - أرضها، شعبها، حضارتها، ثقافتها، دينها، لغتها - هو في الواقع أمر بالغ الأهمية، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن التوجه الأوروبي نحو الشرق قد ازدهر ويواصل الازدهار في أوساط بعض الأوروبيين لبناء «الشرق الأوسط الحديث». ومن ناحية أخرى، وفر ذلك فرصة جيدة لمسؤولي الإمارات لعرض تجربته أمام العالم بشأن الانفتاح والتعددية العرقية والطائفية.

إشادة راسخة

إن الإشادة الراسخة لدولة الإمارات من قبل مجلس هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، احتفاء بإعلانها 2019 «عام التسامح»، تشير إلى استعداد شبه الجزيرة العربية لاحتضان واستقبال الجميع.

ومنحت وحدة البابا والإمام الأكبر للأزهر عبر دولة الإمارات صوتاً لأكبر شطر من الإنسانية ممثلة بتقاليد توحيدية كبيرة من الإسلام والمسيحية، في عزل أصوات الإرهاب والتطرف داخل اليمين من الجانبين.

ثالثاً، فضّل البابا فرنسيس، الذي أثير على أنه أحد أبناء المهاجرين الإيطاليين في الأرجنتين، التحدث عن توفير الحقوق والواجبات والكرامة للمهاجرين واللاجئين الذين يتزايد ظهورهم بصفتهم مجموعة كبيرة من البشر في عصر العولمة. وشريحة واسعة من السكان من جميع أنحاء العالم اجتذبهم مسار الإرهاب الخاطئ، ويتعين إعادتهم إلى الصواب.

شريك مهم

رابعاً، أكد البابا من خلال دولة الإمارات لجاليته المسيحية العالمية أن الإسلام يمثل تقاليد السلام والتعاطف والحوار والخدمة والتعاون والتعاضد والصداقة والمحبة، وبالتالي يعتبر شريكاً مهماً في مواجهة التحديات العالمية المشتركة.

وأثناء وجوده في الإمارات، أجرى البابا مؤتمراً عالمياً للحوار بين الأديان حول الأخوة الإنسانية، كما حضر قداساً وسط تجمع كاثوليكي ضم أكثر من 1700 شخص، معظمهم من الهند والفلبين كما وقع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

والوثيقة قيّمة بالفعل لتعزيز الأخوة البشرية باعتبارها المبادئ الحديثة لحقوق الإنسان والمساواة والحرية والحوار والتعددية والتنوع والتعاون المتبادل. وهي ترفض بشكل حاسم التلاعب السياسي بالدين، بالإضافة إلى إظهار أن الإرهاب والعنف ليس لهما أي جذور في الدين.

■ كاتب في صحيفة «ديلي بيونير» ترجمة - عمر حرزالله

Email