زاوية أخرى

المناطق الحرة: قصص نجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول بيانات مركز دبي للإحصاء إن مساهمة المناطق الحرة في دبي تخطّت الـ 30% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وتعتبر هذه المساهمة كبيرة في ظل تعدد مصادر الدخل للإمارة من سياحة وإعادة تصدير وطيران وغيرها الكثير.

والمؤشرات الإيجابية كثيرة للمناطق الحرة، وأهمها أن الموارد المالية في ازدياد، وبالتالي المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي من المناطق الحرة في ازدياد منذ العام 2014 (أو قبل) إلى آخر إصدار للإحصائيات من مركز الإحصاء.

اقتحمت دبي مجال إنشاء المناطق الحرة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وقبل الكثير من المنافسين الحاليين، وبالتالي كانت وما زالت دبي في الريادة للمناطق الحرة في المناطق من أوروبا إلى الشرق الأقصى، وكنتيجة لذلك ليس من المستغرب التميز في تطوير وإنجازات المناطق الحرة في دبي، والتي استعانت بعض الدول الأخرى بها وبالخبرات الإماراتية لتأسيس وإدارة مناطق حرة في بلدانهم، فهم (أي الدول الأخرى) تنظر بإعجاب إلى مساهمة تفوق الـ 15% من الناتج المحلي للإمارة من منطقة حرة واحدة، وتأتي المناطق الحرة الأخرى لتكمل ما بدأته الأولى ليس فقط في الزيادة المادية للناتج المحلي، بل في التنوع الصناعي والترويج للدولة والخدمات الأخرى.

المُطّلع على أرقام مركز دبي للإحصاء عن المناطق الحرة يدرك ومن خلال الأرقام بأن للمناطق الحرة في إمارة دبي مساهمة فاعلة في اقتصاد الإمارة، الذي يضرب به المثل في التنوع والقدرة على العودة رغم الأزمات. ليس بالإمكان أن يتحقق كل هذا وتصل الدولة إلى هذه المكانة بين الدول لولا نظرة مستقبلية ثاقبة للقيادة الرشيدة، ولولا فريق عمل كان ومازال نشيطاً كخلية نحل وفي كل المناطق الحرة. واكتمل هذا النجاح كله عندما أعلنت حكومة دبي عن تأسيس مجلس للمناطق الحرة تحت رئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم وفريق عمله يقوم بتنظيم عمل المناطق الحرة والإبداع في تسهيل أمور المستثمرين، وبالتالي الإبداع في المساهمة الأكبر في الناتج المحلي للإمارة التي تتنوع فيها مصادر الدخل.

ولو نظرنا إلى الأسواق المجاورة التي تقوم مناطقنا الحرة بخدمتها بالكثافة البشرية التي تملكها هذه الأسواق، وحجم الاستثمار الأجنبي لدينا لأدركنا أهمية الدور الذي تلعبه مناطقنا الحرة في اقتصادنا المحلي. ولم يكن هذا بالإمكان لولا بيئة تشريعية وقانونية جاذبة، إلى جانب تسهيلات وخدمات تسعد المستثمر بغض النظر عن جنسيته، فإلى الأمام دائماً يا وطن الخير والإبداع.

..وللحديث بقية.

Email