الرمز «زايد» .. إذا جاءت مذمتك من «الدوحة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد الإساءة لزايد الخير من قبل أحد أفراد أسرة آل ثاني وتطاول بعض الحسابات القطرية على رمز كزايد، أصبح بيننا وبين النظام القطري مسافات ضوئية فلم تكن الإساءة من فرد حتى يتبرأ منها النظام بل من أحد أفراد الأسرة الحاكمة.

الآن في قطر يعجز العقل ويستسلم المنطق ويرفع الوعي والإدراك وحتى الحس الإنساني رايته البيضاء مستسلماً أمام هذا الجنوح والجنون الذي تتمادى فيه القيادة القطرية، وتصل كمتابع وكعربي وكخليجي إلى قناعة أنهم حتى لو أرادوا العودة للحضن الخليجي أو العربي أي العودة لواقعهم وحاضرهم وحضنهم وعمقهم الاستراتيجي، فإنهم عاجزون، فقد باعوا آخر خيط يربطنا وإياهم، بل تشعر بأنهم يخافون العودة وكأن العودة تعني نهايتهم.

مستعدون لأن ينسلخوا من جلدهم ويقبلوا بالذل والتسول عند تركي وإيراني على أن يكونوا معززين مكرمين بين أشقائهم وإخوانهم، أي سيادة وأي كرامة بقيت لهم؟

كيف افتقروا إلى هذا الحد من القيم ومن المبادئ؟ كيف تجردوا مما هو أصيل؟ كيف نزعوا جذورهم وباعوا كل خلق ولم يبق لديهم غير المال، إلا ما أفقرهم؟

كيف يقنعون أنفسهم أن كل شيء قابل للبيع والشراء وأن مالهم سيشتري لهم تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.

لا عجب بعد أن باعوا ميزان عقلهم وخلقهم أن يقبلوا المساس بزايد أبي العرب والكرم والأخلاق والحلم والحكمة، الرمز زايد، الخير زايد والإنسانية، كيف انحدروا إلى هذا الدرك الأسفل الذي سمح بالادعاء على المغفور له ؟!

هل بقيت لهذا النظام القطري نخوة أو شهامة أو حس إنساني بسيط وبديهي يؤمن بقول رسوله الكريم اذكروا محاسن موتاكم؟

بإساءتكم له زاد الدعاء له من محبيه من كل حدب وصوب ممن وصل خيره لهم في كل بقاع الدنيا، مرضى المستشفيات التي بناها، سكان المدن التي عمرها رواد الطرق، التي عبدها ضيوف الموائد التي شيدها طلاب الجامعات التي أسسها، عرب ومستعربون مواطنون ومقيمون ومن أقاصي الدنيا بكوه وعزوا أنفسهم بوفاته، تلك نعمة لا تشترى بأموال الدنيا كلها إن كنتم لا تعرفون كيف تقيمون الأمور إلا بالعملة الورقية!

حتى الخصومة لها أصولها ولها فرسانها، ومثلما لا نقبل المساس بالأعراض والتشبه بالنساء والفحش في القول على خصومنا ونرفضه ونتبرأ منه، لا نقبل ولن نسمح بالانحدار إلى الإساءة لرموزنا وآبائنا المؤسسين.

قضيتنا عادلة وتغنينا عن الفجور في الخصومة، ونحن فرسان في خلافاتنا لثقتنا بنفسنا ولا تنقصنا الحجة ولا المنطق ونملك زمامها وبراهينها وأدلتها، وما انحدر هذا النظام في سلوكه وتصرفاته وعرض قضيته إلى الدرجة التي تعامل بها إعلامه الرسمي مع السعودية في الآونة الأخيرة، والدرجة التي وصل لها فرد من أسرة النظام القطري بالإساءة لرمز العرب المغفور له الشيخ زايد ليست إلا مؤشراً على الإفلاس الأخلاقي التام.

ولكن لا نقول عن الإساءة لذلك الشهم الأبي ذلك الجبل الأشم وتلك اليد البيضاء إلا كما قال المتنبي

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كاملُ

 

 

Email