أسس ودعائم أرساها زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الذكرى المئوية أكتب تفاصيل أول حديث صحفي أدلى به المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل تأسيس الاتحاد، لصحيفة الأهرام العريقة بتاريخ 16 مارس 1968.

قال الشيخ زايد بن سلطان، إن سياسة حكومته الخارجية تعتمد على عدة أسس من أهمها:

• تأكيد التعاون الصادق مع كل الدول العربية، والمساهمة في كل ما يمكن القيام به من مشروعات عربية مشتركة.

• توثيق التعاون مع دول الخليج العربي الشقيقة، وفتح أبواب الإمارة لأبناء هذه الدول الراغبين في الاستفادة من أنواع الخدمات المختلفة، وبوجه خاص مشروعات التعليم.

وفيما يلي نص الأسئلة التي وجهت إلى المغفور له الشيخ زايد وإجاباته عنها:

سؤال - علمت أن هناك عدة مشروعات ضخمة تعمل بكل جهدك لتنفيذها في وقت وجيز فلماذا تحرص على السرعة في التنفيذ؟

جواب - في الحقيقة أنه كان واجباً علينا أن نسابق الزمن، وأن نواصل الليل بالنهار لوضع أسس الحياة العمرانية في هذه الإمارة، وتخليصها من كل مظاهر التخلف ودفعها لتأخذ مكانها اللائق بها بين دول الخليج خاصة، وإن الله قد أنعم علينا بالثروة الطبيعية التي نوجهها لخدمة شعبنا وتوفير جميع الوسائل للإصلاح والتعمير.

سؤال - إنك من الذين ينادون بتقوية علاقات الأخوّة العربية وخاصة بين دول الخليج فما هي الوسائل التي تحقق هذا الهدف، وما هي المساعدات التي تقدمها إمارة أبوظبي لبعض الدول؟

جواب - إنني أعتقد أنه لا فرق بين عربي وعربي في أي أرض عربية، كما أنني مؤمن بالأخوّة العربية التي تتمثل في التعاون الأخوي التام ومراعاة حق الجوار. ولكنني لا أعتبر أن أي عمل نقوم به خدمة لإخواننا في إمارة أخرى - لا أعتبر ذلك مساعدة، فليس بين الإخوان فروق، ولكنه واجب الإخوة والواجب العربي يفرض علينا أن نهتم بمصالح أشقائنا كاهتمامنا بمصالح أنفسنا، فنحن أبناء أسرة واحدة، وكل عضو في الأسرة مطالب بأن يساهم في إسعاد هذه الأسرة.

ثم قال الشيخ زايد، وإنك لترى مظاهر أخرى لتقوية علاقات الأخوّة العربية، فنحن نعتمد على إخواننا العرب ممن يعملون في بلادنا وهي نفس بلادهم سواء أكانوا من العراق أو من السودان أو من لبنان أو من أي بلد عربي، كما أننا نهتم بالخبرات الأجنبية في تنفيذ مشروعاتنا الكبيرة التي نرجو أن تحقق لهذه الإمارة النهضة والتقدم.

سؤال - لقد علمنا أنكم كنتم تعيشون المعركة وقت وقوع العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية في الأردن وسوريا والجمهورية العربية المتحدة، فكيف ترى سموك أجدى الطرق وأنفعها لرد المعتدين الصهيونيين؟

جواب - لقد تعلمنا من هذه الحرب التي قامت بها إسرائيل بغتة ضد العرب، أن الأخوّة العربية هي القاعدة الأساسية للفوز والانتصار، ولو أن العرب كانوا قبل وقوع العدوان يداً واحدة، ولم يفتحوا أبواب الخلافات والشقاق، لكان لهم وضع آخر أقوى وأمتن، وإننا لا ننظر الآن إلى الماضي بما وقع فيه من أخطاء، وليس من أخلاقنا العربية أن نلقي اللوم على أحد، ولكن علينا أن ننظر إلى المستقبل وأن نعتمد على أنفسنا صفاً عربياً واحداً حكاماً وشعوباً، وأن نوطد علاقاتنا بالدول الإسلامية التي وقفت بشرف معنا، كما ندعم علاقاتنا بكل الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب الحق العربي.

ثم قال المغفور له الشيخ زايد: إننا إذا سرنا على هذا الدرب وصلنا إلى أهدافنا واستخلصنا حقنا.

سؤال - هل تعتزم سموك القيام بزيارات لبعض الدول العربية؟

جواب - إن البلاد العربية كلها بلاد العرب، وإنه ليسعدني أن ألتقي بإخواني في الأوقات المناسبة، ولقد قمت بزيارة المملكة العربية السعودية الشقيقة وكانت زيارة موفقة، اجتمعت فيها بجلالة الملك فيصل وسمو ولي العهد وبكبار المسؤولين، وتجلت في هذه الاجتماعات الروح العربية الكريمة، وأرجو أن تساعدني الظروف للقيام بزيارات أخرى لبعض الدول وخاصة الدول العربية الشقيقة.

وقال الشيخ زايد، إنني أتطلع إلى فرصة تمكنني من القيام بزيارة الجمهورية العربية المتحدة واللقاء مع الأخ الرئيس جمال عبدالناصر الذي يحمل له شعبنا كل محبة وتقدير، وإذا كانت الظروف التي تمر بها بلادنا وهي مقدمة على حركة عمرانية واسعة لم تسمح لنا بهذه الزيارة فإننا عازمون على اغتنام أول فرصة للقاء بإخواننا قادة العرب وحكامهم.

انتهى النص. لكن الآن بعد مرور نصف قرن على إجراء الحوار تظل كلمات هذا القائد تؤكد أنه كان صاحب نظرة ثاقبة بعيدة النظر.

Email