رأي

قلب مخططات إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

إصرار إيران على أن يتولى زعيم حركة «عطاء»، فالح الفياض، منصب وزير الداخلية في الحكومة العراقية الجديدة، التي يرأسها عادل عبد المهدي.

يهدف أساساً، ليس فقط وضع أمن العراق تحت عباءة إيران، وإنما أيضاً الالتفاف على العقوبات الأميركية ضدها، حيث إن فياض، المعروف عنه أنه رجل إيران في العراق، سيكون مسؤولاً عن الحدود، وبالتالي، سيضمن حركة التنقل التجاري مع العراق، عبر المنافذ الحدودية البرية، بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية، الحزمة الثانية من العقوبات على طهران.

حقيبة الداخلية في حكومة عبد المهدي، ستمثل مفصلاً مؤثراً في توجهات العراق، للالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران، إذ تتولى هذه الوزارة، وفقاً لصلاحياتها المرسومة في الدستور، الإشراف على حدود البلاد. وإذا ما تم تسمية الفياض، فإن ذلك سيزيد من النفوذ الإيراني في العراق، والتغاضي عن نشاطات المليشيا المسلحة المدعومة من قبل طهران، ما قد يُشعل الأوضاع الأمنية.

ومن المؤكد أن طهران ستحاول وضع العراقيل في وجه القوى الفائزة في الانتخابات العراقية، نظراً إلى أهمية العراق في استراتيجيتها التوسعية، ولن تسلم بهذا التطور العراقي ببساطة، خصوصاً أنها قادرة على الأذى، فالوضع الدولي ليس في مصلحة إيران، فهل ستنجح العراق في قلب مخططات إيران، بغلق الباب كلياً أمام تولي رجالها أي مسؤولية في العراق، وسد المنافذ كلياً أمام رهاناتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية من بوابة العراق؟

إن معظم مشاكل وأزمات العراق، ناجمة عن النفوذ الإيراني في العراق، وإن الحل الوحيد يكمن في الخروج من العباءة الإيرانية، ولا شيء غير ذلك أبداً. فإذا تم الاستسلام لخيارات طهران في تشكيلة الحكومة العراقية، فإن إيران سوف تظل تعبث بالعراق، حتى يرضخ لقراراتها السياسية.

فالاستراتيجية الإيرانية في العراق، تكمن أساساً في الحيلولة دون ظهور عراق قوي، قد يشكل تهديداً سياسياً وعسكرياً وإيديولوجياً لها، فهي تريد التدخل في مؤسساتها التشريعية والتنفيذية، لجعلها غير متماسكة، وأصبحت حجر العثرة أمام كل بادرة انفراج للأزمة العراقية، ما يفتح الباب أمامها للتدخل دون عناء، لا حل في العراق إلا باستئصال المنظومة المليشياوية، ووضع الحكومة يدها على كل صغيرة وكبيرة في العراق.

 

Email