رأي

صمّام أمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثبتت الانتصارات الساحقة المحققة من قبل قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن لدحر مليشيا الحوثي، مدى تطور القدرات العسكرية للتحالف، التي تُرجمت بتعزيز الاعتماد على قدراتها الذاتية، وتزويد طائراتها بالوقود جواً بشكل مستقل. ما يؤكد أنها صمام أمان اليمن والمنطقة بأسرها.

هذا الإنجاز الكبير، يمثل رسالة قوية لكل من تسول له نفسه للتشكيك في قدرات التحالف، حيث أثبت للعالم أنه قادر بإمكاناته على تحرير اليمن كلياً من بطش الحوثي، وأنه لم يفرط في المكتسبات المحققة حتى الآن، بعد تطهير 85 في المئة من مناطق اليمن من مليشيا إيران.

الحرب تُشن عندما تصل أي عملية سياسية إلى نقطة استعصاء، من غير الممكن حلها بالأطر الدبلوماسية والسياسية، وعاصفة الحزم بدأت، لأن المليشيا الحوثية انقلبت على الشرعية، واحتلت السلطة عن طريق القوة. فمليشيا الحوثي اختطفت إرادة الشعب اليمني وحريته، وجيّرت مقدّراته لخدمة أجندة خارجية، لم تجلب سوى المعاناة للشعب اليمني، هذه المليشيا لا يمكن أن تجنح إلى السلم، إلا إذا انكسرت شوكتها، لذلك لجأت قوات التحالف إلى الحسم العسكري، بعد استنفاد كل خيارات السلام.

الحرب لم تكن خياراً، وإنما ضرورة للحفاظ على اليمن والأمن القومي العربي، بعد أن فشلت كل الجهود السياسية لوقف «العبث الحوثي، فقوات التحالف العربي لدعم الشرعية، ستستمر في عملياتها العسكرية، حتى يتحقق الهدف بالكامل، خاصة بعد تحقيق جزء كبير منه، وقد وضعت حماية المدنيين على سلم أولوياتها، كما قررت الاعتماد على الذات بقوة صلبة، وحسن التخطيط والإدارة، حيث أثبتت أنها مستعدة للذهاب في المعركة إلى أبعد مدى ممكن، لتحرير اليمن وإعادة الفرحة المسلوبة لليمنيين، فمنذ إطلاق عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، لإعادة الشرعية إلى اليمن، حقق «التحالف العربي» إنجازات كثيرة في مواجهة الإرهاب، وقطع الطريق على إيران للتوسع في المنطقة.

التحالف سينجح في تركيع الحوثيين، ورسم معالم مستقبل اليمن الجديد، القائم على الاستقرار الأمني والسياسي، حيث اعتمد على مسارات أساسية، وهي استكمال تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية، وتطبيع الأوضاع، وتقديم الخدمات في المناطق المحررة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وهذه الأسس، ستكون حجر الزاوية للانطلاق صوب البناء والإعمار والتنمية، ولكن على اليمنيين ألا يفرطوا بعد ذلك بهذه الإنجازات، التي جاءت بعد تضحيات بالنفس والنفيس، وأن يكونوا يداً واحدة قادرة على إحباط أي مخطط لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

Email