المحمدون الثلاثة بين توافق الأسماء والأهداف

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أسباب سعادة الإنسان ورفعة الأوطان، وجود قادة نابهين حكماء، يحملون على عاتقهم همَّ ارتقاء بلدانهم، وإسعاد شعوبهم، وبناء نهضتهم، ونسج الرؤى والاستراتيجيات المثلى لحاضر مشرق، وغد أكثر إشراقاً وتلألؤا.

ومن بين القادة الذين يشار إليهم بالبنان، المحمدون الثلاثة، الذين تبرز أسماؤهم كنماذج متألقة لقادة أفذاذ أناروا المنطقة والعالم بإسهاماتهم، يبنون الأوطان، ويُسعدون الشعوب، ويرسمون الآمال، ويحولونها إلى إنجازات وأعمال، ولا سقف لطموحاتهم وتطلعاتهم، وهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.

المحمدون الثلاثة نجوم ساطعة تتلألأ في سماء القادة الخالدين، التقوا في أسمائهم، والتقوا في أهدافهم، يعملون ويخططون ويسهرون لنقل المنطقة إلى آفاق رحبة جديدة، مزدانة بحلة زاهية من النهضة والتطور والازدهار، تنافس بها دول العالم.

لقد دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، إلى استئناف الحضارة في العالم العربي، والعودة لطريق التنمية، في منطقة كانت مهداً لحضارات العالم، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن على العرب أن يستثمروا الموارد البشرية، وخاصة الشباب، لاستعادة دورهم الحضاري، وضمان مستقبل مشرق لهم، كما عبَّر الأمير محمد بن سلمان، عن توقعاته بمستقبل باهر لمنطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها ستكون أوروبا الجديدة خلال الخمس سنوات المقبلة.

إن هذه الرؤى المستنيرة الطموحة للمحمدين الثلاثة، تلتقي جميعاً في لغة واحدة، فهي تشع بلغة الطموح والتفاؤل والعزيمة واستشراف المستقبل، وتلتقي أيضاً على أهداف مشتركة مضيئة، وهي بناء نهضة باهرة للمنطقة، لتكون أنموذجاً عصرياً فريداً، يتبوأ فيها أبناؤها الصدارة والريادة، ويقودون زمام التقدم والازدهار في ركب الحضارة الإنسانية.

ومن معالم هذه الرؤية المشتركة، الانطلاقة الكبرى نحو النهضة الاقتصادية الشاملة، التي ترفع رايتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، نهضة ما بعد النفط، والتي تتسم بتنويع الاقتصاد الوطني، وبناء المشاريع التنموية المستدامة، وإعداد البرامج الاقتصادية الشاملة، وتطوير القطاعات الحيوية ذات الصلة، وبناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا والابتكار، والاستفادة من مختلف الموارد المتاحة ونقاط القوة، وتوجيهها في هذا المسار، وهو ما يظهر في صور مشاريع تنموية كثيرة، وبروز مجالات عدة، كالذكاء الاصطناعي وغيرها، والتي تفتح آفاقاً اقتصادية جديدة للمنطقة.

وكذلك نرى ملامح الرؤية المشتركة بين المحمدين الثلاثة في إسعاد شعوبهم، والإشادة بهم، والاعتماد عليهم، وفتح مختلف الأبواب أمامهم، ليبنوا أنفسهم، ويشيدوا أوطانهم، وكلمات القادة في الاهتمام بالإنسان ورعايته كثيرة، وخاصة في الإشادة بالشباب، واعتبارهم ثروة الوطن، وأمل المستقبل.

فلقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في مناسبات كثيرة، أن شباب الوطن مفخرة في الإنجاز والعطاء والقيادة، وأنهم يصنعون مستقبل الإمارات، وأن الثقة بهم عالية، كما أكد الأمير محمد بن سلمان، أن الشعب السعودي شعب عظيم، وأن همة السعوديين كجبل طويق، وكل ذلك يعكس العلاقة المتينة بين هؤلاء القادة وشعوبهم، والاحترام المتبادل بينهم.

كما تمتد ملامح الرؤية المشتركة بين هؤلاء القادة إلى مجال مهم جداً، وهو مكافحة الإرهاب والتطرف، وإرساء دعائم السلام والاستقرار، فإن جهود دولة الإمارات والسعودية في هذا الباب، جهود متميزة متضافرة، تصب في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومن صور ذلك، عاصفة الحزم التي انطلقت لرد العدوان الحوثي وإعادة الشرعية لليمن، وهي الجهود التي واكبها التصدي لتنظيم القاعدة، وكذلك المقاطعة العربية الرباعية لقطر، والتي تهدف إلى محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه، وكذلك التصدي للمخططات الإيرانية ومليشياتها، وإصدار قوائم الشخصيات والمنظمات الإرهابية، إلى غير ذلك من الجهود الكثيرة الحثيثة في هذا الباب، والتي تخدم عملية السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

ولأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه، فإننا نجد هذا المعنى بين هؤلاء القادة، فقد أشاد الأمير محمد بن سلمان، بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، معتبراً إياه نموذجاً ملهماً، أوقد شعلة التنمية والطموح في الشرق الأوسط، كما كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قصيدة شعرية، أكد فيها العزيمة الكبيرة التي يتحلى بها الأمير محمد بن سلمان، مخاطباً إياه بأن يتابع السير على دروب الخير والتطوير والمواقف الأبية والنبيلة.

إن سيرة المحمدين الثلاثة، سيرة مشرقة لا تنضب، تزخر برؤية خليجية متألقة، تحمل الآمال الكبيرة والطموحات غير المحدودة للمنطقة وأبنائها.

 

 

Email